لا تجد العائلات المسيلية ملاذا للاستمتاع بفصل الربيع سوى الحقول القريبة من عاصمة الولاية والغابات والأحراش بالنسبة لكبريات مدن الولاية كسيدي عيسى بوسعادة عين الملح وأولاد دراج. ويلاحظ العابر للمناطق المجاورة لهذه المدن تجمع عديد العائلات المتوافدة من كل حدب وصوب بغرض الجلوس على العشب الأخضر أو تناول وجبة غذاء على الأرض مع الظفر ببعض من الأزهار التي تغطي الأرض كأنها زربية في الطبيعة. ففي الوقت الذي تتجه فيه عائلات عاصمة الحضنة إلى أراضي كل من أولاد منصور وغزال والسوامع الشاسعة التي تسحر الأنظار بالنظر إلى أزهارها يحبذ البعض من سكان أولاد دراج والمسيلة التوجه نحو مدينة المعاضيد ووجهتهم في ذلك قلعة بني حماد أو الغابات وشلالاتها التي احتضنت قبل ألف سنة حدائق الحماديين ذات الرمان والتين والعنب والفاكهة. ويحبذ سكان بوسعادة التوجه إلى غابات جبل أمساعد أو عين أغراب كما يحلو لشعراء الحضنة تسميتها ففي الغابة مواقع تسحر الناظرين وتمكنهم من قضاء لحظات ممتعة ومريحة في كنف طبيعة عذراء تكسوها أشجار الصنوبر والعرعار. وبجانب الغابة اهتدى صاحب أحد المقاهي إلى توزيع مشروب منتج من خليط من النباتات على رأسها العرعار والإكليل وهو مشروب أحمر اللون يقبل عليه القاصدين للغابة بكثرة بل ويختم به العديد منهم يومه السياحي. وبالرغم من قربها من سيدي عيسى على محور الطريق الوطني رقم 8 فإن المحمية الطبيعية "المرقب" قليلا ما تقصدها العائلات بل هي مزار الشباب الذين يتوجهون إليها فرادى وزمرا وفي نيتهم الاستمتاع بمناظر الطبيعة واللهو واللعب. وفي ذات الوقت يفضل سكان سيدي عيسى الاستمتاع بالحقول المجاورة لمدينتهم خصوصا وأنها موقعا لتنوع نباتي هام فيه من الألوان الزاهية ما يجعلهم يقضون نهارهم أونصفه بين أحضان الطبيعة. ويتمثل ذلك في عادة تسمى "الترباع" نسبة إلى حلول الربيع بالنسبة للبعض والجلوس على الطريقة الصينية مربع الأرجل بالنسبة لبعض الآخر وأضيفت إليها بدعة اقتناء المكسرات وجمعها في حقائب صغيرة وتوزيعها على أفراد العائلة يتم تناولها في الحقول.