لخصت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل إخباري لها الأسباب التي تقف عائقا أمام ترويج إسرائيل لسياستها الخارجية في الفصل بين الملفين الإيراني والفلسطيني في أمرين.الأول هو أنه رغم أن الأساليب المعتادة في السياسة الإسرائيلية لم تفض إلى شيء فإنه لا يوجد حتى الآن أي بديل آخر.الثاني هو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أيدت مرارا وتكرارا حل الدولتين، شأنها في ذلك شأن الأوروبيين، وبعبارة أخرى، فإن البيت الأبيض يبدو أقرب إلى وجهة النظر الأوروبية من الإدارة السابقة.وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تحويل النقاش إلى الملف الإيراني من المحتمل أن تُقابل في واشنطن وعواصم أوروبية بتأكيدات بأن بناء تحالف لمواجهة إيران يتطلب من إسرائيل التحرك قدما نحو الملفين الفلسطيني والسوري.مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته قال إن "أوباما ينظر إلى المنطقة ككل، وإن محاولة عزل كل مشكلة على حدة لن تعكس الحقيقة".وأضاف المسؤول "سيكون من السهولة بمكان بناء تحالف للتعاطي مع إيران إذا تقدمت عملية السلام نحو الأمام".وعلى الجانب الإسرائيلي، أكد مسؤول -رفض ذكر اسمه لأن السياسة الإسرائيلية في طور الصياغة- اعتقاده بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقر عندما يلتقي الرئيس أوباما بأن الهدف في نهاية المطاف هو الدولة الفلسطينية.غير أنه من المتوقع، حسب المسؤول الإسرائيلي، أن يشير نتنياهو إلى أن مثل تلك الدولة ستحتاج إلى وقت طويل لأن المؤسسات الفلسطينية والتنمية الاقتصادية تتطلب عملا كبيرا واستثمارا عربيا وتوجيها للخطاب الفلسطيني العام نحو التعايش المشترك.وتلفت نيويورك تايمز إلى أن الدبلوماسيين الإسرائيليين ينظرون إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بحذر شديد لا سيما أن سلفه تسيبي ليفني كانت تحظى بإعجاب زملائها في أوروبا، خلافا لليبرمان الذي لم يوافق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على اللقاء به حتى الآن.فقد أقر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى بأنه "قلق بشأن ليبرمان، ولكن يجب أن نكون منصفين ونمنحه فرصة للتعبير عن نفسه كوزير للخارجية، لا كمرشح" في الانتخابات.ورجحت الصحيفة أن تكون فرص إقامة تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران كبيرة، لا سيما أن الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن تبدو قلقة جدا من إيران.ونقلت عن مسؤولين أميركيين زاروا الدول العربية أخيرا، قولهم إن الزعماء تحدثوا عن إيران بطريقة مطابقة لما سمعناه من المسؤولين الإسرائيليين.غير أن القادة العرب، كما قال المسؤولون الأميركيون، يطالبون إسرائيل في الوقت نفسه بالعمل على إنهاء الاحتلال للضفة الغربية عبر تجميد أو تقليص المستوطنات ومنح مزيد من السلطة للفلسطينيين.وقالت الصحيفة إن الرد الأميركي والأوروبي والعربي على الصياغة الإسرائيلية الجديدة –فصل الملفين الفلسطيني والإيراني وتقديم الأخير- هو تفتيش إيران، وقيام كل دولة بمهمتها، وتحرك إسرائيل نحو إنهاء الاحتلال ووقف المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية.وعندما قيل لمسؤول أميركي بأن إسرائيل لا ترى أن القضيتين الفلسطينية والإيرانية مترابطتان، أجاب باختصار "حسنا، نحن نرى ذلك" أي أنه لا يمكن الفصل بينهما.