قالت صحيفة أميركية في تحليل نشرته للمعنى الحقيقي للحرب بالشرق الأوسط، إنه من الواضح أن إسرائيل بإطلاقها العنان لسلسلة هجمات في معاقبة غزة الأسبوع الماضي، تهدف إلى إلحاق هزيمة بحركة حماس، لكنها قد تأتي بنتائج مختلفة في حال فشل الهجوم. ونسبت نيويورك تايمز إلى خبراء في الولاياتالمتحدة وإسرائيل قولهم إن الهجوم الإسرائيلي على غزة قد ينجح، ولكنه أيضا قد يفشل ويأتي بنتائج عكسية. ومضت الصحيفة: وأيا كانت نتيجة الهجوم، فإن العواقب السياسية له قد تتردد أصداؤها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، على طول الطريق إلى إيران. الأمر الذي يساعد الرئيس المنتخب باراك أوباما في تحديد قدرته لمواصلة الأهداف المعلنة للتهدئة في الشرق الأوسط من خلال الدبلوماسية.وليس الهدف الأكبر من الهجوم إيقاف إطلاق الصواريخ تجاه المستعمرات الإسرائيلية، ولكن لإفقاد قيادة حماس للشرعية والقدرة في نظر الشعب الفلسطيني. الأمر الذي يدفع تجاه الحل بقيام دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) . وأما السيناريو الآخر الذي تتطلع إليه واشنطن وتل أبيب من وراء تحقيق نصر واضح على حماس، فهو أن ذلك الانتصار من شأنه أن يجعل الأمر أسهل أمام مصر والأردن وبلدان أخرى في إعلان موقف واضح من التشدد الإسلامي بالمنطقة وراعيه الرئيسي إيران. ونسبت نيويورك تايمز إلى السفير الأميركي السابق لإسرائيل مارتن إنديك رأيه أن تشكيل قوة سلام دولية في غزة تتألف من قوات تركية وعربية يمكن أن يمهد الطريق لاستعادة الرئيس محمود عباس السيطرة السياسية في غزة. ويتبع ذلك اتفاقية لإقامة دولتين ثم ربما اتفاقية سلام إسرائيلية سورية. مما يعني ترك إيران وحيدة ومعزولة. وذكرت الصحيفة أن إستراتيجية إيران بالمنطقة ليست فقط لتسبب الإزعاج والقلق لإسرائيل، ولكن لنشر نفوذها إلى الدول العربية عبر دعمها لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، وإن نصرا إسرائيليا مقنعا على حماس سيقوض تلك الإستراتيجية الإيرانية. ويضعف من قدرتها على مقاومة الضغوط الغربية في أي مساومة بشكل عام. واستدركت نيويورك تايمز: أن الهجوم الإسرائيلي على حركة حماس قد يفشل كما يرى خبراء بالشرق الأوسط من جميع ألوان الطيف السياسي، ذلك أن موجة الغضب في العالم العربي تتزايد في ظل ارتفاع عدد الضحايا والدمار. وأشارت إلى أن الهجوم على غزة أدى إلى انقسام واضح في المواقف العربية، ومثال ذلك الشجار العلني بين زعيم حزب الله اللبناني والرئيس المصري حسني مبارك. كما أن وزير الخارجية السعودي أنحى باللائمة بشكل غير مباشر على حماس في نشوب الصراع الحالي، وهو ما يتفق مع الرؤية الإسرائيلية. وكل ذلك الانقسام وتباين المواقف سيمنع العرب من التعاون مع إسرائيل بشأن العملية السلمية بالمنطقة، خاصة في ظل توسع الهوة بين الحكام والمواطنين بالبلدان المتحالفة سيما مع الولاياتالمتحدة والتي ترغب بسلام مع إسرائيل. كما أن فشل الهجوم على حماس من شأنه شد عزم المتشددين الإسلاميين في مصر والأردن، فضلا عن تشجيع طهران لطموحاتها في القيادة الإقليمية للمنطقة، والإصرار على المضي في البرنامج النووي الإيراني، وفق الصحيفة.