بدأت خدمة "المرافقة" الموجهة لحاملي المشاريع سواء لخلق أو الانطلاق وتطوير مؤسساتهم المقدمة من قبل مختلف هيئات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تستقطب المزيد من منشئيها و مقاولات التشغيل الذين يلجأون للهيئات العمومية المعنية للاستفادة من هذه الخدمة. وأكد المرافقون -الذين يمثلون مختلف الهيئات التي تقدم هذا النوع من الخدمات لهذه الفئة من المستثمرين خلال مجموعة لقاءات انتظمت في الثلاثي الأول من 2009- أهمية خدمة مرافقة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في تطوير المؤسسات و تثمين المهن و تسير المؤسسات التي تعرف بعض المشاكل في تجسيد مشاريعها. واعتبر المرافقون خلال هذه اللقاءات ان " المرافقة ضرورية لإنجاح أي مشروع استثماري من شأنه أن يساهم في خلق الثروة محليا الأمر الذي يتطلب من مختلف الهيئات تكثيف اللقاءات التحسيسية حول أهمية المرافقة والاستشارة في خلق المشاريع ". وعلى الرغم من أن مسألة "المرافقة" مفهوم جديد في المجتمع فقد أصبح لها صدى كبير عند حاملي المشاريع الذين أضحت لديهم قناعة أن المرافقة و الاستشارة مهمة لإنشاء المؤسسة حسب أحد المرافقين بمركز تسهيلات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويعمل مركز التسهيلات للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة الذي دخل في العمل في نوفمبر من سنة 2007 والذي تردد عليه أكثر من 200 حامل مشروع منذ نهاية السنة الجارية إلى اليوم على ترسيخ أكثر فكرة " المرافقة " في أذهان منشئي المشاريع وتحسسيهم بمدى أهميتها في خلق المؤسسات حسبما ذكره مسؤول هذا المركز. ومن أجل تحسيس حاملي المشاريع الشباب بأهمية المرافقة في مجالي التكوين والتسيير فقد نظم هذا المركز -الذي يقدم عدة خدمات منها خدمة " المرافقة "- شهر فيفري المنصرم لقاء لاطلاعهم على كيفية الاستفادة من خدمة المرافقة لتطوير المؤسسات وتعزيز طاقاتها . ومن جهتها تعمل وكالة وهران لدعم وتشغيل الشباب على مرافقة الشباب في مجال خلق مؤسسات مصغرة حيث تمكن هذا الجهاز من توجيه حاملي المشاريع نحو المشاريع الخلاقة للثروة والابتعاد عن القطاعات غير المجدية حيث استطاعت هذه الوكالة –التي استحدثت اللجنة المحلية لدراسات وتمويل المشاريع وانطلقت في العمل منذ جانفي من السنة المنصرمة- تمويل 481 مشروعا سنة 2008 إضافة الى201 مشروع خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية. وذكر أحد المرافقين بهذه الوكالة خلال لقاء انتظم مؤخرا حول "أجهزة التشغيل" أن نسبة فشل المشاريع تقلصت خلال السنوات الأخيرة بفضل عمليات المرافقة التي تقدمها الوكالة لفائدة حاملي المشاريع الذين أصبحوا يدركون أنها تمثل مرحلة حاسمة لخلق أي مشروع أو استحداث أي مؤسسة مصغرة . وتستفيد النساء الماكثات بالبيت من المبادرات بالمشاريع في إطار جهاز القرض المصغر الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية لتسيير القرض بوهران من خدمة المرافقة من مرحلة الشروع في المشروع إلى غاية تجسيده. وسمحت هذه العملية بتمويل منذ سنة 2005 إلى غاية مارس المنصرم 1.387 مشروعا في جانب اقتناء المواد الأولية و218 مشروعا لشراء المعدات حسبما أشار إليه مسؤول هذا الجهاز بوهران.ومن جهتها تقدم حاضنة مشاريع البحث العلمي -التي تم تنصيبها مع بداية السنة الجارية بجامعة العلوم و التكنولوجيا " محمد بوضياف"-خدمة "المرافقة" لفائدة المؤسسات التي تعاني من المشاكل وكذا لحاملي المشاريع على حد تعبير مسؤولة هذه الهيئة. وعلى صعيد آخر فان هذه الخدمة تقدمها أيضا بورصة المناولة و الشراكة للغرب التي تسعى من جهتها إلى استقطاب العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تنشط بالغرب في برنامج التأهيل الذي تشرف عليه وزارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة . وبهذا الصدد سمحت هذه الخدمة ببروز مهنة جديدة تتمثل في المرافق الذي استفاد من تكوين في مجال تعزيز قدرات حاملي المشاريع من خلال الاستشارة والاستماع إلى مشاكله وتوجيهه.