يعتبر الباحث الفرنسي" شارل راؤول دان دوران" من الجيل الجديد من الباحثين الذين اقتحموا ميدان الدراسات الإستراتيجية بقوة و فرضوا أسماءهم على الساحة , له عدة دراسات مطبوعة فيه في مجال العلاقات بين الولاياتالمتحدة و دول المغرب مما دفعنا إلى مساءلته حول العلاقات هذه في عهد الرئيس أوباما. فحسب الباحث الاستراتيجي " شارراؤول دان دوران" فان ضوابط تتحكم في علاقات أمريكا مع مختلف الدول والتي يمكن تلخيصها في مصلحتين اثنتين هما : الطاقة والأمن القومي، مشيرا الى انه " قد تنضاف إليهما بعض السلوكيات و المواقف السياسية الظرفية الثانوية، فالطاقة هي كيف يضمن الرئيس الجديد لبلاده و لمواطنيه طاقة رخيصة و نظيفة، و ما هي السبل الكافية لحمايتها و تأمينها من كل خطر خارجي". أما في معرض لسياسة الخارجية فيقول محدثنا "أما الدعامة الثانية في السياسة الخارجية تكمن في مدى استمرار هذا البلد في قيادة العالم الحر و مجابهة أعداءه في كل مكان و في كل زمان لوحده أو مع حلفاءه. و على هذا فيمكن القول" أن العلاقات الأمريكية المغاربية سوف لن تعرف أي تغيير جذري لسبب واحد، أن أمريكا لها علاقات متميزة الآن مع جميع دول شمال إفريقيا باستثناء موريتانيا من جراء تداعيات انقلاب 6 غشت 2008، أو بعبارة أخرى لا يوجد مشكل سياسي بين أمريكا يدفعها إلى تغيير الإستراتيجية الحالية في شمال إفريقيا. في هذا السياق، يرى " شارل راؤول دان دوران" انه ينبغي أن نشيرالى " أن العلاقات الاستخباراتية الخارجية لأمريكا تطبخ من قبل ثلاثة هيئات رسمية : وزارة الخارجية، البانتغون ووكالة الاستخبارات ، و أن كل هيئة تقدم تقريرها إلى مجلس الأمن القومي، الذي يتخذ القرار المناسب و الخاص بالمشاكل المطروحة في المنطقة المغاربية، و لقد كان للوبيات دورا مؤثرا في صناعة القرار السياسي الاقتصادي، المتعلق بمنطقة المغرب العربي خاصة لوبي شركات النفط ". أما عن سؤال يتعلق بالملفات التي سوف يديرها الرئيس الجديد و المتعلقة بالمغرب العربي، يقول محدثنا " فهي ملف الطاقة في الجزائر و ليبيا، وهذا سيبقى من اختصاص الشركات العابرة للقارات التي سوف يتحرر من نفوذها الرئيس الجديد ، فلازال ملف النزاع حول المحروقات مفتوحا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و الجزائر، على اثر التصويت الأخير للبرلمان الجزائري الذي رفض خصخصة قطاع النفط و الغاز، أما الجماهيرية الليبية، فلقد طوت ماديا كل تداعيات قضايا لوكربي و برلين و الطائرة النيجيرية، فليبيا فتحت أبوابها للاستثمارات الأمريكية في كل المجالات و بشروط تفضيلية خاصة في مجال النفط و المعادن و الزراعة و البتر وكيماويات، فالطاقة بالنسبة للأمريكيين جمهوريين أو ديمقراطيين هي عنصر أساسي في مقاربة أمنهم القومي". خلصنا إلى أخر و أهم سؤال و هو المتعلق بالأمن و الدفاع، فاشار "شارراؤول دان دوران" إلى ان الولاياتالمتحدةالأمريكية "لم تهتم بالحرب على الإرهاب إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، و بدأت تكتشف أن هذه الظاهرة عالمية و عنكبوتية و لا يمكن مواجهتها لوحدها. ومن هذا الواقع، اعتبرت الجزائر من أهم ساحات المواجهة في حرب لا يعرف مكان العدو و لا سلاحه و لا تكتيكاته. "المشكل الآخر الذي لا زال لم يعرف طريقه إلى الحل هو نزاع الصحراء المغربية، فموقف الإدارة الأمريكية لن يتغير قط، فهي سوف تستمر في دعمها و تشجيعها للمبادرة المغربية القائمة على مقترح الحكم الذاتي لملف الصحراء، فالجزائر و من خلال إعلامها كانت و لازالت تؤمن بأن الديمقراطيين سوف يضغطون على حليفهم القديم في المنطقة، لتقديم تنازلات في المفاوضات القادمة بين الأطراف المعنية و المهتمة بنزاع الصحراء، وذلك بناءا على الموروث الثقافي و السياسي للديمقراطيين في ميدان حقوق الإنسان و الحريات العامة، إلا أن موقف الحزب الديمقراطي من المغرب فهو في الواقع ثابت و استراتيجي و يخضع لمعايير أخرى، خاصة تأثير و نفوذ لوبي البترول و الغاز الأمريكي. فان اوباما يبحث عن "تحرير الولاياتالمتحدةالأمريكية من التبعية البترولية لدول المغرب العربي و الشرق الأوسط،و من هذا المنطلق، فالولاياتالمتحدة ستولي اهتماما كبيرا في المستقبل بوضع البوليساريو و معاملات المغرب للصحراويين و خرقه لحقوق الإنسان، و التفتيش الدولي من لدن المفوضية العامة للشؤون اللاجئين و المنظمة العالمية للطفولة و منظمات المجتمع المدني، و هذه كلها قضايا ليست بالجوهرية".