اختتمت سهرة بالمسيلة الأيام الوطنية الأولى للأغنية البدوية والشعر الشعبي بتكريم فنانين ذاع صيتهم في هذا النوع من الغناء كمحمد لعراف و مريم وفاء وفيصل بوعزيز و عبد الرشيد مرنيز . وتعاقب الفنانون المكرمون في حفل الاختتام حيث أطربت الفنانة مريم وفاء الجمهور بأغنية عن الوالدين وما لهما من قيمة دينية لتليها بأغنية خفيفة معروفة لدى الجمهور الجزائري جئناكم زيار التي تفاعل معها الجمهور. وبمجرد صعود الفنان محمد لعراف ابن بوسعادة المنصة تعالت الزغاريد مرحبة به وبحنجرته الرخوة وهو ما بينه الفنان من خلال أداء موال الأياي ليقفز إلى حيزية. من جهته و بالرغم من أن اسمه يتردد حسب منظمي الحفل الختامي لهذه التظاهرة على ألسنة رواد الأغنية البدوية وبخاصة الأياي غير أن فيصل بوعزيز المكرم بالمناسبة ليس معروفا بالشكل الكافي لدى الجمهور المسيلي. و طالب الحاضرون من منشط الحفل إعطاءه تفاصيل عن هذا الفنان الذي يعد أول من أسس للأغنية البدوية في عاصمة الحضنة في الستينات ليغادر البلدة نحو الجزائر العاصمة بعد ذلك ليختفي عن أنظار المعجبين بفنه. أما عبد الرشيد مرنيز رائد الأغنية البدوية في الحضنة ورئيس فرقة أشعار الحضنة التي أخذت على عاتقها تطوير الأغنية بطابع الدراجي المميز بالحكمة وبطء الأداء فأدى يا قصبة نوحي و ولجبال بانت مقرونة و العرعارية التي تعد أغنية ثورية تعكس قصة حقيقية وقعت لشخص في جنوب الولاية إبان الثورة التحريرية . ومختصر الأغنية حسبما يرددها السكان في جنوبالمسيلة أن عائلة مرت على منطقة غابية كثيفة أشجار العرعار صادفها وجود فيلق عسكري شك في كونهم ثوارا فقصفهم بالدبابة ليستشهدوا جميعا فيما رمي بطفل في حضن شجرة عرعار ولم يعثر عليه الجيش الفرنسي رغم تفتيش المنطقة ليقوم بذلك أحد البدو الرحل بتسليمه لأقاربه ليعيش إلى حد الساعة. ولأول مرة يكتشف جمهور المسيلة الفنانة نجاة العلمية زوجة الفنان لعراف التي أدت بالمناسبة أغاني سطايفية و شاوية حيث رقص الجمهور على نغمات يا خاتم صبعي و المرابطة وغيرها . يذكر أن الأيام الوطنية للأغنية البدوية والشعر الشعبي دامت أربعة أيام شارك فيها فنانون و شعراء في الملحون.