قال الله تعالى: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال: يقول ابن آدم مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، وتصدقت فأمضيت). وروى عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عائشة إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلقي ثوباً حتى ترقعيه). وقيل: الحرص ينقص من قدر الإنسان ولا يزيد في رزقه، وقيل لحكيم: ما بال الشيخ أحرص على الدنيا من الشاب؟ قال: لأنه ذاق من طعم الدنيا ما لم يذقه الشاب. وقيل للإسكندر: ما سرور الدنيا؟ قال: الرضا بما رزقت منها. قيل: فما غمها؟ قال: الحرص عليها. وقال الحسن: لو رأيت الأجل ومروره لنسيت الأمل وغروره. وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: اشترى أسامة بن زيد وليمة بمائة دينار إلى شهر، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا تعجبون من أسامة اشترى إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل). وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: لا يزال الكبير شاباً في اثنين، حب المال وطول الأمل. وقيل لمحمد بن واسع: كيف تجدك؟ قال: قصير الأجل، طويل الأمل، مسيء العمل، وقيل: من جرى في عنان أمله كان عاثراً بأجله، لو ظهرت الآجال لافتضحت الآمال. ومن كلام الحكماء: إياكم وطول الأمل، فإن من ألهاه أمله أخزاه عمله. وقال الحسن: إياكم وهذه الأماني، فإنه لم يعط أحد بالأمنية خيراً قط في الدنيا ولا في الآخرة.