جاء في كتب التاريخ: أن البهائم في عهد عمر بن عبد العزيز كانت ترعى في مرعى واحد، لا يعدي الذئب على الغنم، ولا الأسد على البقر، ففي ليلة عدى ذئب على غنم، فقال الراعي: إنا لله، ما أرى الرجل الصالح إلا هلك. يعني الخليفة الراشد الصالح عمر بن عبد العزيز، فنظروا فإذا هو مات في تلك الليلة. البداية والنهاية (9/203). كان الصحابي سفينة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ذات يوم إذ عرض له أسد، فقال: يا أبا الحارث – يقصد الأسد إذ من أسمائه الحارث-، إنا سفينة مولى رسول الله، فهز الأسد ذنبه، وسار معه يحرسه حتى أوصله المعسكر ثم انصرف. سير أعلام النبلاء 3/173.وأنكر أحد الصالحين على أحد الخلفاء بعض أعماله وأفعاله وأمره بالمعروف، فأمر به الخليفة فألقي بين يدي الأسد، فكان الأسد يشمه ويحجم عنه ولا يضره بشيء، فلما رُفع سئل فقال: لم يكن علي بأس، قد كنت أفكر في سؤر السباع واختلاف العلماء فيه: هل هو طاهر أم نجس؟ البداية والنهاية 11/185. فهؤلاء لما تنقوا وتطهروا، وسالموا شرع الله تعالى، واستكملوا العمل به، ولانوا لأمر ربهم لانت لهم هذه السباع، وأحبتهم الكائنات من حولهم، فلم يجدوا منها أذى ولا شرا.