تعتزم سلوفينيا, أحد أصغر البلدان المتأهلة الى الدورة النهائية لكأس العالم, كتابة صفحة جديدة في تاريخها الرياضي الحديث العهد, و محاولة الظهور في ثاني مشاركة لها في المونديال بوجه أفضل من الذي ظهرت به سنة 2002. المرور الى ثمن النهائي
يبقى مدرب سلوفينيا ماتياس كيك (48 سنة), الذي اصبح بطلا وطنيا في بلاده بعد انجاز التأهل الى نهائيات كأس العالم, متفائلا اياما قبل انطلاق أول مونديال على الارض الافريقية. " بمقدورنا تخطي الدور الاول, لكن من أجل تحقيق ذلك علينا العمل بمشقة. كافة فرق مجموعتنا تملك لاعبين كبار و المقابلات التي تنتظرنا بجنوب افريقيا تبدو مهمة للغاية", يقول ماتياس. فافتقارها الى النجوم و الخبرة, تعول سلوفينيا على اللعب الجماعي و روح الفريق الذي صقل طيلة مرحلة التأهيلات, قصد احداث المفاجأة و انتزاع تأشيرة المرور الى ثمن نهائي مونديال 2010.
دفاع حديدي ينوي المدرب كيك المتواجد على رأس سلوفينيا منذ 3 جانفي 2007, على مجموعة متماسكة و على دفاع حديدي قدم الدليل طيلة التأهيلات من حول حارسه الصلب لنادي اودينسي الايطالي, سمير هندانوفيتش. و في الهجوم, يمكن للسلوفينيين الاعتماد على الهداف ميليفواي نوفاكوفيتش صاحب خمسة اهداف في التأهيلات. فمهاجم كولونيا (30 سنة) يعد الخطر الاول للفرق المنافسة التي عليها الاحتياط كذلك من سلاتكو ديديتش. فمهاجم نادي بوخوم الالماني (25 سنة) سجل في ثلاث مناسبات خلال التصفيات من بينها الهدف الثمين أمام روسيا في مباراة العودة. " تلقينا لأربعة اهداف فقط طيلة التصفيات يظهر بوضوح تطبيق اللاعبين حرفيا للتعليمات الدفاعية. لكن أقول قبل كل شيء نحن تشكيلة منظمة ذات نزعة هجومية. فقد سجلنا اهدافا كثيرة خلال المباراة الحاسمة, مما يدل على اننا طبقنا لعبا هجوميا", حسب توضيح كيك في الموقع الرسمي للفيفا. و تنتظر المنتخب السلوفي مباريات مهمة في الدور الاول ضد على التوالي الجزائر و الولاياتالمتحدةالامريكية و انجلترا. " اظن أن كافة المقابلات ستكون مهمة, لكن أنجلترا تبقى المرشح الاول بالتأكيد في مجموعتنا. و يمكن القول بأن انجلترا هي واحدة من المرشحين للفوز النهائي بالدورة. غير اني و رغم هذا ارى بأن هذه المجموعة ستكون متوازنة كثيرا. و امل مهما يحدث, أن تخرج سلوفينيا مستفيدة و تحقق انجازا تاريخيا آخر", كما اكد المدرب السلوفيني.
تأهل ثاني تاريخي
خلال مشواره التأهيلي, نجح رفاق بيركا في تحقيق انجاز كبير باخراجهم روسيا في مباراة السد, بعد تعادل الفريقين في المقابلتين (2-2), تأهلت سلوفينيا بفضل الهدف المسجل في موسكو دقيقتين قبل نهاية وقت المباراة . و سبق لسلوفينيا أن فجرت مفاجأة اولى بانهائها التصفيات في المرتبة الثانية لمجموعتها, بفارق نقطتين عن سلوفاكيا التي فازت عليها مرتين (2-1 و 2-0). ففي عشر مباريات, لم يسجل على سلوفينيا الا اربعة اهداف, اي انها تعد ثاني أحسن دفاع في منطقة أوروبا بعد هولندا. لكن و منذ توقف سلاتكو زاهوفيتش عن اللعب سنة 2005, لم تعد سلوفينيا تلك الجوهرة النادرة القادرة بمفردها على تحديد نتيجة اية مباراة.
مونديال أول كارثي
و خلال اول مشاركة لها في نهائيات كأس العالم سنة 2002, كانت سلوفينيا خارج الحدث بتلقيها ثلاثة انهزامات في الدور الاول ضد كل من اسبابانيا (1-3) و جنوب افريقيا (0-1) و البرغواي (1-3). و يريد رفاق هندانوفيتش محو هذا الظهور الشاحب بتقديم اداء احسن و تحقيق نتائج افضل في بلد نيلسون مانديلا