إن المسلم والمسلمة في هذه الأيام أمام تحدٍ كبير تجاه الفرص التي تُطل كالبرق الخاطف، فإما أن تخطفها أو تخطفك، وأهم الفرص فرصة الوقت الذي هو كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لكن غفلة المرء عن استثمار الفرص المتاحة أمامه أو عدم مبادرته إلى اقتناصها قبل أن تزول يعود في الغالب إلى أسباب عديدة، ولعل في ذكر أهم الأسباب تنبيه إلى كيفية استثمار الوقت واغتنام فُرص العمر: فالسبب الأول لتضيع الوقت وغيره من الفرص غياب الهدف؛ فكثير من الناس لا هدف له في جلوسه أو قيامه، فهو مع القاعدين أو مع القائمين، فإن قعدوا على مُحرّم كنرد أو غيبة أو أيٍ من مُضيعات الأوقات فهو معهم، وإن قاموا إلى أمر آخر فهو معهم أيضا، وكذلك بعض الأسر تذهب في رحلة واستجمام دون هدف سوى أن الناس يذهبون، وربما لا يُبالي بعضهم بالمكان الذي يذهب إليه حتى لو ذُبحت فيه الفضيلة، فلابد من وضوح الهدف، وأن يكون الهدف مشروعا واجبا أو مندوبا ولو مُباحا، فالفرص هي مركب المرء وأداتُه لتحقيق أهدافه؛ فكيف يبحث عن مركب من لا هدفَ لديه يسعى لتحقيقه؟ والسبب الآخر اليأس والغرق في التشاؤم، فكثير من الناس مهما طرحت عليه من حلول وتوجيه إلا وقابلك بمشكلة وعوائق تحول بينه وبين الهدف المَرضي، فالتشاؤم مرض وكذلك اليأس، فلابد من طرحهما والإقبال على التجربة واغتنام الفرص بتفاؤل، لأن المتفائل يجد الحلول حاضرة أمامه في كل صعوبة تواجهه، بينما المتشائم يواجه الصعوبات في كل فرصة تسنح له وتستقر أمامه. كذلك ضعف المهارة وعدم امتلاك أدوات النجاح ومفاتيحه، وهذا مما يعيق المرء عن الاستفادة من الفرص التي يراها لائحة أمامه، فينبغي الإعداد وامتلاك المهارات وأدوات النجاح، وهذه المفاتيح لا تأتي من فراغ وإنما تأتي بتدرج، فمتى اغتنم المرء الفرص الصغيرة أوشك أن يغتنم الفرص الكبيرة، و