أكد رئيس الوزراء الباكستاني أن حكومته ستبحث مع بريطانيا عبر القنوات الدبلوماسية مضمون التصريحات التي أطلقها رئيس وزرائها خلال زيارته للهند، باعتبارها "غير دقيقة ولا تتفق مع التضحيات الباكستانية في الحرب على الإرهاب". وجاءت تصريحات يوسف رضا جيلاني في معرض انتقادات وجهها الخميس أمام مجلس الشيوخ لتصريحات نظيره البريطاني ديفد كاميرون خلال زيارته الأخيرة للهند التي وصف فيها باكستان بأنها "مصدر للإرهاب". وقال جيلاني إنه ستتم مناقشة بريطانيا في هذه التصريحات عبر القنوات الدبلوماسية، لافتا إلى أنه كان من الأجدر بالحكومة البريطانية أن تساهم في دعم ومساعدة أجهزة الأمن الباكستانية، وليس سوق الانتقادات التي تؤثر سلبا على جهود الحرب على ما أسماه الإرهاب.وأضاف جيلاني أن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس بإمكانها إحلال السلام في أفغانستان، "والتضحيات التي قدمتها هي أقل بكثير مما قدمه الجيش الباكستاني حتى الآن"، مؤكدا عزم حكومته على وضع سياسة وطنية بشأن "الإرهاب" بعد التشاور مع كل القوى السياسية.وكانت الخارجية الباكستانية قد أعربت الخميس عن امتعاضها من التصريحات الأخيرة لكاميرون يوم الأربعاء الماضي خلال زيارته لمدينة بانغلور الهندية، حيث طالب عناصر من الدولة الباكستانية بعدم تصدير الإرهاب.ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن الناطق باسم وزارة الخارجية محمد عبد الباسط قوله إن هذه التصريحات البريطانية حفزتها التقارير العسكرية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس الأميركي، والتي تتهم باكستان بمساندة حركة طالبان أفغانستان في الوقت الذي تتلقى فيه مساعدات ضخمة من الولاياتالمتحدة. واختتم المتحدث الباكستاني بالقول إنه لا يمكن استخلاص النتائج الصحيحة من تقارير مضللة، طالبا عدم إثارة الضجيج حول هذه التقارير، منوها بأن المجتمع الدولي اعترف بجهود باكستان في مكافحة المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، وأن بلاده لن تتأثر بمثل هذه الاتهامات، مؤكدا أن جيلاني سيقوم بزيارة مقررة لبريطانيا رغم تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كاميرون. بيد أن الأخير لم يتراجع عن تصريحاته التي عززها خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الهندي مانموهان سينغ الخميس في نيودلهي بالقول إن حكومته ستناقش مع باكستان بصراحة الحاجة لاحتواء الإرهاب، وستشجعها على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المجموعات الإرهابية في البلاد. وشدد كاميرون على أن بلاده لن تقبل بأي مجموعة إرهابية في باكستان التي تحتاج -رغم ما قدمته من خطوات على صعيد مكافحة الإرهاب- إلى مزيد من الجهود من أجل الحد من التهديدات الإرهابية سواء في الهند أو أفغانستان أو بريطانيا.