حذرت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) من استمرار تردي أوضاع المعتقلين في سجون العراق، حيث يحتجز بعضهم لسنوات دون محاكمة، ويتعرض آخرون للتعذيب، ويمنع البعض الآخر من لقاء أقاربه أو الحصول على مساعدة قانونية.وقال تقرير للمنظمة إن نحو 30 ألفا ما زالوا محتجزين بالمعتقلات العراقية وفي ظروف غير إنسانية وصحية ويبقى بعضهم محتجزا لسنوات دون محاكمة. محمد / ك – وكالات وقال منسق المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مالكولم سمارت إن أجهزة الأمن العراقية تتحمل مسؤولية الانتهاك المنظم لحقوق السجناء، وهو ما لم يصدر تعليق بشأنه من الحكومة ببغداد.وعدد التقرير أشكالا من الانتهاكات، وبينها التعليق من الأذرع لعدة ساعات والضرب بالكابلات والأنابيب واقتلاع الأظافر بالكماشات وثقب الجسم بالمثقاب الكهربائي.وقالت منظمة العفو إنها تعتقد أن العديد من المحتجزين لقوا حتفهم على الأرجح نتيجة لما وصفته بأنه تعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة من قبل المحققين وحراس السجون.وفي إحدى الحالات قالت المنظمة إن عضوا سابقا في القوات الخاصة العراقية توفي في فبراير/شباط نتيجة لنزيف داخلي في أعقاب استجواب.وأضافت المنظمة أنه "تم تسليم جثمانه إلى أسرته بعد عدة أسابيع، ونصت شهادة الوفاة على أن السبب في وفاته هو أزمة قلبية".وأشار التقرير إلى أن مئات السجناء وبينهم أناس حكموا بالإعدام جرى اتهامهم استنادا إلى اعترافات انتزعت تحت التعذيب. والغالبية العظمى من المعتقلين هم إما سنة متهمون بدعم التمرد أو شيعة متهمون بالانتماء إلى جيش المهدي، وهو مليشيا تابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحارب القوات الأميركية والأمنية العراقية.وأشار التقرير إلى أن سبعة معتقلين من أصل مائة قتلوا أثناء نقلهم في حافلتين من سجن شمالي العراق إلى العاصمة. وأورد كذلك واقعة اكتشاف سجن سري في مطار المثنى يضم نحو 400 معتقل معظمهم من سنة مدينة الموصل ويخضع لإدارة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.وانتقد التقرير الذي يقع في 59 صفحة كذلك جزئيا القوات الأميركية التي سلمت العام الماضي مسؤولية ثلاثة سجون رغم معرفتها بوجود انتهاكات. ويقول التقرير إن القوات الأميركية -التي تستعد لمغادرة العراق- سلمت السلطات العراقية نحو 23 ألف موقوف منذ العام 2007 مع العلم أن 200 معتقل في سجن معسكر كروبر ما زالوا تحت وصايتها. وأشار سمارت في هذا الصدد إلى أن السلطات الأميركية، وسجلها هي نفسها ضعيف للغاية فيما يتعلق بحقوق السجناء، قامت بتسليم آلاف الأشخاص الذين اعتقلتهم قواتها "لمواجهة هذه القائمة من عدم الشرعية والعنف وإساءة المعاملة متخلية عن أي مسؤولية فيما يتعلق بحقوقهم". ونفى متحدث أميركي أن يكون السجناء العراقيون يتعرضون لانتهاكات، مؤكدا أن المعتقلات تتعرض للتفتيش دوريا وأنها متوائمة مع حكم القانون والمعايير العالمية. وأوضح المقدم بوب أوين أن المعتقلين يزودون بالطعام والملابس والأدوية ويسمح لهم بلقاء عائلاتهم وأن الولاياتالمتحدة لا تنتهك الاتفاقات الدولية الخاصة بالسجناء في العراق. وأشارت المنظمة الحقوقية أيضا إلى أن المسؤولين الأكراد في الشمال لديهم سجل أفضل من الحكومة المركزية في بغداد، لكن لديهم أيضا قائمة مقلقة من الانتهاكات. وأشارت منظمة العفو إلى وجود سجناء محتجزين هناك منذ سنوات، وبينهم وليد يونس أحمد الموقوف لدى السلطات الكردية منذ عشرة أعوام.