لا زال قطاع النقل بوهران يصنع الحدث لدى السكان يوميا الذين لا تخلوا أحاديثهم من الإمتعاض الكبير على رداءة الخدمات التي يوفرها هذا القطاع لمختلف الشرائح حيث بعدما إشتهر لدى العامة بتسببه في تعطيل مصالح الناس والوصول المتأخر للموظفين والعمال إلى مقرات عملهم أضحى مع بداية الدخول المدرسي والجامعي الدافع الرئيسي في التأثير سلبا على المستقبل الدراسي للطلبة، كيف لا وقد إشتكى مؤخرا العديد منهم بعد تضييع الإمتحانات الإستدراكية خاصة الذين يدرسون في تخصص العلوم التجارية والاقتصادية حيث أن أغلبهم حرموا من إجراء الإمتحانات الإستدراكية في بعض المواد التي لم يحالفهم الحظ في اجتيازها أثناء السنة الجامعية الدراسية إذ أرجع هؤلاء الطلبة سبب تخلفهم عن اجراء الاختبارات إلى الصعوبات الكبيرة التي وجدوها من أجل الذهاب إلى القطب الجامعي لدوار بلقايد إذ أن الأغلبية التي تقطن في غرب وجنوب مدينة وهران إحتارت في كيفية التنقل إلى الجامعة في ظل عدم توفر الحافلات بالقدر الكافي خاصة تلك التي تنشط في خط 31 بحكم أن سائقي هذه المركبات يرفضون بتاتا الولوج إلى وسط المدنية وجميعهم يفضلون إنزال الركاب عند محطة ڤمبيطة يحدث هذا أمام الرأي العام ودون تدخل الجهات المسؤولة كما أن الحافلة التابعة إلى المؤسسة العمومية للنقل الحضري »إيطو» والمرقمة ب »P1« لا تدخل وسط المدينة كون أن بداية مسارها محددة عند ثانوية العقيد لطفي مما يضطر الطلبة إلى أخذ حافلتين أو أكثر أو إستعمال عدة خطوط من أجل بلوغ القطب الجامعي بدورا بلقايد. وإذا إحتسبنا الأوقات التي تهدرها الحافلة في التوقف عند كل محطة اضافة إلى الإحتباس المروري والإزدحام الشديد بوسط المدينة والصديقية فإن الطلاب سيقضون مالا يقل عن الساعة ونصف للوصول إلى الجامعة الجديدة إنطلاقا من ساحة فاليرو. وقد أكد لنا أحد الطلبة الذي فاته امتحان الإستدراك بفعل مشاكل النقل أنه مكث في الحافلات التي ركبها للوصول إلى الجامعة قرابة الساعتين مما جعله يصل متأخرا ويضيع بالتالي فرصة كبيرة للإنتقال إلى السنة الجامعية الجديدة وهو لا يدري من الذي يفعله من أجل تدارك الوضع. والحقيقة أن أزمة النقل بوهران أصبحت الهاجس الأكبر لدى سكان عاصمة الغرب الجزائري الذين ضاقوا ذرعا من رداءة الخدمات المقدمة من قبل حافلات النقل الحضري التي تفرض على الركاب منطقها والويل كل الويل لمن يشتكي فإنه سيسمع ما لا يرضيه ومما زاد من الوضع سوءا هو التوافد الكبير للمواطنين في الإدارات العامة كالبريد المركزي من أجل سحب أموالهم والوثائق المفقودة بالمراكز الأخرى قادمين من كل حدب وصوب ضف إلى ذلك الذين يريدون الذهاب إلى وسط المدينةبغية التسوق والقادمين من المناطق البعيدة إلى جانب تحول الطرقات والمحاور الرئيسية إلى ورشات مفتوحة لأشغال الترامواي والحفر كلها عوامل ساهمت في تأزم حركة النقل بوهران وأضحى من الصعوبة بمكان بلوغ المراد في ظروف عادية وهو الإنطباع الذي لمسناه على محي بعض الطلبة الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتضييع فرص النجاح والتفوق في بعض المواد الصعبة على غرار المترشحين لإجتياز الإختبارات الاستدراكية في مادة التجارة الدولية، علوم التسيير والاقتصاد، لا لسبب سوى لأنهم راحوا ضحية الإنسداد المروري الذي حال دون وصولهم في موعد الامتحان بالرغم أنهم ضبطوا تواقيتهم للنهوض باكرا لتجنب الإختناق في حركة السير لكن دون جدوى وحسب أحد الطلبة فإنه بعد مرور يومين على إنطلاق الإمتحانات الإستدراكية تمكن من ضبط موعد وصوله في الوقت المحدد في حالة ما إذا تمكن من ركوب حافلة » P1« على الساعة السابعة صباحا لتمكينه من دخول قاعة الإمتحان في العاشرة وأمام هذا الوضع المتأزم كيف سيكون مصير طلبة علوم التجارة والتسيير والعلوم الإقتصادية الذين سيحولون إلى القطب الجامعي مع طلبة الحقوق في الدخول الجامعي القادم.