إعداد: بلقاسمي ف/الزهراء لم يعد ممارسة العنف الأسري حكراً على الرجال بعد أن كان ملاذاً لبعضهم عندما ينشب خلافاً عائلياً ، وكذلك لم تعد حواء هي الضحية الأولي لهذا النوع من العنف ، بعد أن كشفت العديد من الدراسات الأوروبية والعربية الحديثة تعرض نسبة كبيرة من الأزواج إلى الضرب والقهر على يد زوجاتهم. ويبدو أن العنف الأنثوي أصبح ظاهرة عالمية ، بعد أن تخلت بعض النساء عن رقتها وفضلت استخدام أظافرها على طريقة أفلام مصاصي الدماء ، ففي الهند تقدر نسبة الأزواج الذين يتعرضون للعنف على يد زوجاتهم " 11%, وفى بريطانيا 17%, وفى أمريكا 23%, وفى العالم العربي تراوحت النسبة ما بين 23% و 28%, وتبين أن النسب الأعلى تكون في الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى أما في الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط. آفة عالمية وأشارت دراسة بريطانية نشرت هذا الأسبوع أن واحد من كل ستة رجال في بريطانيا يتعرض للعنف من شريكة حياته ، وقالت الدراسة أن 40% من الرجال يتعرضون للضرب والكدمات من قبل الزوجات ، وأظهرت إحصائيات وزارة الداخلية البريطانية منذ عام 2004 :2009 أن الرجال شكلوا حوالي 40% من ضحايا العنف ، وأن هذه النسبة ارتفعت في عام 2006 إلى 43.4 % . وكشفت الدراسة أن ن نسبة كبيرة من ضحايا العنف الأسري والعائلي هم من الرجال مؤكدة أن العنف الأسري لم يعد قصراً على النساء فقط ، وعرضت قناة "إم بي سي" قصة رجلاً من مدينة "بدريدجارومس" بجنوب شرق بريطانيا من ضحايا العنف الأسري تعرض للضرب والطعن بالسكين من قبل زوجته ، مما أدي لأول مرة بتاريخ المحاكم البريطانية إلي الحكم على الزوجة بأربع أعوام كاملة مع فقدان كليهما الحضانة لولديهما وتسليمهما لدور الحضانة التابعة للدولة. كيرن بيل وأثار العنف على جسده الزوج البريطاني "كيرن بيل" تحدث عن مأساته ، وأظهر آثار الضرب الذي تعرض له من قبل زوجته خلال التقرير التليفزيوني ، وعن الحادثة يقول : تشاجرنا ولكنني فوجئت بالاعتداء بالطعن بالسكين ، وتركتني ملقي على الأرض ، بعدها نجحت في الاتصال بالشرطة والإسعاف. ونفي الزوج أنه هو من بدأ بالعنف علي زوجته التي أحبها فوق كل شئ ولم يلمسها بسوء في يوم ما ، وأن كانت تربطهما قصة حب وطيدة "علي حد قوله" . ولم يجد "بيل" الذي خضع لعملية جراحية أنقذت حياته في بداية الأمر أي مساعدة تذكر لتفهم وضعيته ، بعكس ما تجده الزوجة عندما تتعرض للعنف من قبل زوجها ، وعلق عن هذا الأمر : "كثيرا ما تهمل الشرطة الرجال المعرضين للعنف وتترك المعتديات طليقات" . الدعم الوحيد الذي وجده كان من قبل جمعية إنسانية أنشئت مؤخراً تسمي "man kind " ، وعن حالات العنف التي تستقبلها الجمعية يقول رئيس الجمعية "مارك بروكس" : واحد من 6 رجال ببريطانيا يتعرضون للعنف من قبل شريكات حياتهم ، وفي بلد عدد سكانها 60 مليون نسمة ، فإننا بذلك نتحدث عن ملايين من الرجال يتعرضون للضرب " مؤكداً على أن العنف الأسري يخلف أثاراً اجتماعية ونفسية كبيرة أما "كيرن بيل" الذي تقضي زوجته عقوبة أربع أعوام في السجن فقد حضانة ولديه ، وأصبحا الآن تحت رعاية أسرة أخرى تكفلت برعايتهما ، ولا يحق للأب استرجاعهما إلا بعد أن يبلغا سن الثالثة عشر وعمرهما الحالي لا يتجاوز سن الثالثة . ولمواجهة هذا العنف نشأت منظمة تدعي "المنظمة البريطانية للتكافؤ" والتي تدعو للمساواة بين الرجل والمرأة ، وعدم تعنيف الرجل ، وفى برلين فُتح أول ملجأ للرجال الذين تعرضوا للضرب المبرح.