تعتبر الزيارات الميدانية والاعترافات الجريئة التي يقوم بها بعض المسؤولين، بالنسبة لبعض المواطنين مجرد دعاية منظمة يسعى من خلالها رؤساء البلديات و المسؤولين، الى جذب انتباههم وكسب ودهم استعداد للمواسم الانتخابية للسنوات المقبلة، غير أن هناك من يرى بأنها بادرة خير يجب أن يثمن صاحبها و يعترف على الاقل بطيب النية التي تحملها. حتى الزيارات الميدانية المفاجئة فقدت جوهرها خلفت الزيارة الميدانية المفاجئة التي قام بها رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الكاليتوس، السيد ويشر عبد الغني، ردود فعل متباينة من طرف المواطنين الذين رحبوا كثيرا بالفكرة واعتبروها ف فرصة من أجل طرح انشغالاتهم واستفساراتهم عن العديد من القضايا سواء الشخصية أو المتعلقة ببلديتهم بشكل عام، وبين من يرى أنها " لعب " على وتر مشاغل الناس بسنفونية يدرك الجميع حقيقتها. وجاءت هذه الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس البلدية رفقة مساعديه، لتفقد المشاريع على مستوى البلدية وإصراره على نهايتها في الآجال المحددة لها. وقد اشعلت هذه الزيارة التفقدية مواقع التواصل الاجتماعي فبين مؤيد و مبارك للخطوة التي يراها الكثيرون أنها بادرة تستحق الاشادة والتقدير، إذ علق أحدهم على ذلك أن هذه الخرجة جاءت في وقتها، داعيا في الوقت ذاته أن تكون الأشغال التي تم الوقوف عليها وفق معايير دولية . كما عرج أحدهم على المبادرة بقوله : " منذ زمن لم نرى مثل هذه المبادرات، نتمنى أن تكون نتائجها على الواقع". وفي مقابل ذلك يرى البعض أنها مجرد اشتغفال للمواطنين لا غير، وهي ذر للرماد في العيون، ولا يمكن أن تأتي بنتيجة، حيث علق أحدهم على ذلك بقوله: " ذكرتني الخرجة الميدانية المفاجئة هذه، بالخرجات الميدانية للوزراء وهي كذلك مفاجأة لكن نجد أصحاب الزرنة و باقة الورد في انتظار الوزير. مضيفا في الوقت ذاته أن هناك أشغال تجاوزت السنة على مسافة 1.3 كلم, و الكثير من الأحياء الأخرى, خلونا من هذه الشطحات و استغباء الناس". صدق النوايا والاعتراف الصريح دون الملموس... أحيانا لا يكفي وقد أثارت الحادثة التي قام بها رئيس بلدية الطاهير بولاية جيجل، السيد حفيظ بومحروق، والتي تعتبر سابقة أولى من نوعها على مستوى تعامل الهيئات الرسمية والمسؤولة مع المواطنين، التي اعطى من خلالها درسا في قمة الاخلاق لأسمى معاني النزاهة والشفافية، اذ خلق اعتراف الصريح و المباشر الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بكل ممتلاكاته الخاصة به وبعائلته ردود فعل أذهلت سكان المنطقة . حيث جاء في مقتضب تصريحه بكل التفاصيل المتعلقة بحياته الخاصة، من نسبه وأهله، املاكه الخاصة وحتى رصيده البنكي الخاص... كما لقيت البادرة استحسانا كبيرا من سكان البلدية، و هذا من خلال التعليقات الموجودة في صفحته على الفايسبوك، حيث اعتبرها الكثيرون سابقة للإدارة الجزائرية، و هي الشفافية بأم عينها، وفي الوقت ذاته دعوه الى المواصلة على هذا النهج الذي بدأت بوادر النجاح فيه تلوح في الافق بعد ستة أشهر فقط من توليه منصبه_ كمسؤول حسب ما جاء في التعليقات . وفي مقابل ذلك حتى الاعتراف الصريح بكل الخصوصيات والممتلكات للسيد بومحروق، لم تشفع له أمام الألسنة الحادة والانتقادات اللاذعة، التي يرى أصحابها من خلالها مجرد دعاية لا غير، إذ يرى أحدهم أنه " انسان شعبوي يحب الدعاية والاشهار والاعلام ولكن المشاريع التنموية مستبعدة". فبين هذا وذاك وبين الشفافية والدعاية، ما تزال بلدياتنا تتخبط في مستنقع المشاكل بسب أزمة الثقة بين المسؤولين والمواطنين، ومع تتواصل سلسلة حلقاتها المعقدة يبقى المواطن وحده من يدفع تبعات ذلك إلى أن يتم الفصل بين المسؤول النزيه صاحب النوايا الطيبة و بين المدعي يتحين الفرص من أجل استعطاف أصوات المواطنين .