السؤال: عمري الآن 24 سنة, ولدي حالة منذ أكثر من 9 سنين عندما كنت في الصف التاسع - ابن 15 سنة – فقد أصابتني في حصة الرياضة حالة - وهي موجودة معي حتى اليوم دائمًا لا تفارقني لحظة - ضيق في التنفس, وكثرة التنهدات بصعوبة جدًّا, ومحاولة التثاؤب حتى ينفتح مجرى التنفس بشكل طبيعي, ولكنه بعد دقيقة أو دقيقتين أو أقل تعود الحالة نفسها, وهي مستمرة معي طوال الوقت كل هذه السنين, حتى أني أخشى وأخاف من أن أسافر وحدي لأماكن بعيدة, ولا أستطيع أن أعمل في عمل بدني شاق, بل ربما لا أستطيع القيام بأعمال سهلة جدًّا بسبب حالتي هذه, وقد توقفت عن التعليم بالجامعة بسبب هذه الحالة منذ سنتين, مع العلم أنني متفوق وناجح في تعليمي, ولكن قضاء وقدر الله عز وجل غالب على الإنسان, وأنا راضٍ بما قسمه الله لي - والحمد لله دائمًا وأبدًا -. وأنا ملتزم دينيًا, وأحفظ كتاب الله عز وجل, وأنتمي الى رجال الدعوة, وكل صلاتي في المساجد إلا وقت العمل فأصليها بالعمل - بحمد الله -, وفي كل مكان وزمان أدعو إلى الله عز وجل, ولكني لا أستطيع أن أتحدث لفترة طويلة؛ فأشعر بتعب كبير, وضيق في التنفس, وألهث كثيرًا, وهذا يؤدي بي للانعزال وحدي في مكان منعزل, ولا أحب أن أجلس مع أحد - حتى مع أهلي أقرب الناس إليّ –! وقد قمت بالعلاج النفسي عند الأطباء, ومع كل ذلك يقولون لي: إنك على ما يرام, وليس هناك أي شيء, وأنت سليم من كل شيء - والحمد لله -, وليس هناك أي مرض, ولكن – للأسف - لا يشعر بالألم إلا صاحبه, فمنذ أكثر من 9 سنين وأنا على هذه الحال, فبماذا تنصحوني؟ حتى أنني مرات أسمع صوتًا بإذني يسب الله عز وجل, ويشتم الرسول صلى الله عليه وسلم, وأشعر أن ثمة سحرًا أو شيطانًا يلاحقني, ووساوس تؤرقني, وأنا شديد العصبية, لكني بحمد الله عز وجل لا أخاف إلا الله. الإجابة: أخي: حالة ضيق النفس التي ذكرتها, وصعوبة التنهدات - إخراج الهواء - هذه الحالات كثيرًا ما يكون سببها القلق النفسي، فالقلق النفسي يؤدي إلى توترات عضلية, وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر بهذه التوترات هي عضلات الصدر وعضلات البطن؛ لذا تجد الناس يشتكون كثيرًا من الضيق في صدروهم, وكذلك الألم في بطونهم. أنت ذهبت إلى أطباء نفسيين, وهذا أمر جيد, وفي ذات الوقت أحسب أنك قد ذهبت أيضًا لطبيب الأمراض الباطنية لتقوم بإجراء الفحوصات العادية للتأكد من مستوى الدم، والسكر، وقياس ضغط الدم، فهذا أوليات طبية أساسية، وأتمنى أنك قد قمت بذلك, وقد وجدتها كلها طبيعية. هنالك عرض أساسي استوقفني وهو أنك تسمع هذا الصوت المؤذي القبيح, هذا الصوت - أيها الفاضل الكريم - لا أرى أنه من السحر أو من الشيطان, فهذا الصوت قد يكون صوتًا وسواسيًا, وفي بعض الحالات يسمى بالاضطرابات الزوارية أو الظنانية, قد يسمع الناس بعض هذه الأصوات, وأغلبها تكون أصواتًا قبيحة مؤذية. أقترح عليك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي وتتحدث معه حول هذا العرض على وجه الخصوص - أي عرض سماع الأصوات – وأخبره أننا أرشدناك لمقابلة الطبيب للتأكد من طبيعية هذا الصوت، هل هو صوت وسواسي أو صوت ذهاني؟ فهذه يجب أن تطرحها على الطبيب بوضوح شديد. أما موضوع الكتمة في الصدر: فهي ناتجة عن القلق، وأنا متأكد أنه سوف يتم علاجك بصورة جيدة جدًا، وأنت تحتاج حقيقة لأحد الأدوية المضادة لقلق الوسواس, وفي ذات الوقت ربما تحتاج إلى جرعة صغيرة من الأدوية التي تدعم الأدوية المضادة للقلق والوساوس, وأنا اقترح عليك الذهاب إلى الطبيب لأنه الأنفع والأفضل, وإن لم تستطع فهنالك أدوية بسيطة جدًا وسليمة وفاعلة. عقار فافرين - والذي يعرف باسم فلوكسمين - وأعتقد أن هذه الدواء سوف يكون مفيدًا لو أضيف إليه عقار رزبريادالRisporidal - والاسم العلمي هو رزبريادونRisperidone - بجرعة واحد مليجرام ليلًا لمدة ثلاثة أشهر, ثم يتم التوقف عن تناول الدواء. فإن أردت فحاول استخدام هذه الأدوية, فإن تحسنت عليها فهذا أمر إيجابي, وإن لم تتحسن عليها بعد مضي شهر من تناولها فأعتقد أنك يجب أن تتوقف عنها, وتذهب مباشرة إلى الطبيب مهما كان الوصول إلى الطبيب صعبًا, فهذا سوف يكون الأحسن والأجود, وفي ذات الوقت - أخي الكريم – لا بد أن تغير نمط حياتك, وتجعله أكثر إيجابية, والتواصل مع الناس مهم جدًا, وأنت - والحمد لله - رجل ملتزم دينيًا, ولا شك أنك سوف تجد كل السند والمساندة من إخوانك المصلين, ومن رواد حلقات القرآن الكريم، فكن متواصلًا. المهارة الاجتماعية تصرف انتباه الناس عن ما هو سلبي, وتعطيهم المزيد من الثقة في أنفسهم.