شد المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني أنظار العالم، وصار يوم أمس أحد أهم الأحداث على الساحة العربية والدولية، ويعود الفضل في ذلك إلى عدة أسباب عرف الرجل الأول في الحزب العتيد كيف يستغلها لتحقيق الصدى على جميع المستويات العربية والعالمية. كان بارزا، يوم أمس، على الساحة الوطنية بأن الحدث الرئيس سيكون المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، الذي سيعرف انطلاقة جديدة أخذت تشد الصفوف نحو انطلاقة جديدة، يعاود من خلالها قياديو الحزب ترتيب التنظيم السياسي العتيد، سواء من ناحية الهيكلة التنظيمية ووالكوادر البشرية التي تقود قاطرة الحزب، وكذا إعادة صياغة رؤية منهجية لحزب الأغلبية وفق ما يتماشى والتطلعات والمتطلبات التي بات يفرضها الواقع الحالي الذي بدأ معركة التنمية المستدامة، في عالم بدأت تهيمن عليه العولمة وما ترتب عليها من نظام بات يصنعه منظمات وشركات دولية وأصحاب المال. كل هذا جعل من المؤتمر التاسع الحدث الأبرز على الساحة الوطنية من دون منازع، لكن لا أحد كان يتصور أو يراهن على أن يحظى مؤتمر الأفلان بدوي دولي، يكون له تأثير على المشهد الإعلامي والسياسي في الساحة العربية والدولية، كالذي صنعه عبر مختلف الصحف العالمية والمواقع الالكتورونية، وحتى الأحزاب في شتى أنحاء العالم التي أدلت بدلوها في هذا الحدث، مرجعة ذلك إلى الإرث التاريخي الذي يحظى به الأفلان أثناء صراعه مع المستعمر، وتمكنه من الانتصار وصنع الاستقلال، وقيادة معركة التنمية، ومكافحة الفساد. كلمة بلخادم كان لها تأثير ودوي دولي بعد أن خص الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم حيزا معتبرا للقضية الفلسطينية، وكذا موقف حزبه الذي يمثل الأغلبية في البرلمان بشأن القضايا الدولية العادلة في العراق ولبنان واليمن وغيرها من الأقطار العربية والافريقية والآسيوية.. كل هذا خلق صدى دوليا واسع النطاق. وهذا ما جعل العديد من الصحف العالمية وحتى بعض الأحزاب في العالم العربي تعاود صدى التصريحات، في شكل ردود ومعارضات، وأحيانا إعلان مساندة كما حدث مع عدد من الأحزاب من بينها الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا. مطلب اعتذار المستعمر وراء الصدى بتجديد الأمين العام للحزب على ضرورة تقديم فرنسا الدولة الاعتذار الى الشعب الجزائري أخذ المؤتمر بعدا اعلاميا شاسعا، لاسيما وأن بلخادم أعلن ذلك بشكل قوي يعبر عن وجهة نظر أعتى قوة سياسية في البلاد تتوفر على أغلبية تمثيلية في البرلمان، وكأن بلخادم يقول ذلك على لسان الشعب الجزائري برمته. وفي نهاية هذه النقطة يمكننا القول بأن مؤتمر جبهة التحرير نجح من الناحية الاعلامية بعدما حقق صدى عالميا بتطرق بلخادم الى قضايا دولية راهنة. دعم القضايا العادلة وراء الصمعة الدولية من الإشارات الواضحة بشكلي جلي على حضوة الأفلان الدولية ومؤتمره التاسع الحضور اللافت لعدد من ممثلي وقادة أحزاب في عدد من الدول العربية والافريقية، ومن أمريكا اللاتينية، من بينهم المناضلة بجنوب إفريقيا زوجة الرئيس السابق نيلسون مانديلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما صرح به ممثل التجمع الدستوري التونسي الذي قال إن انعقاد هذا المؤتمر "يعد فرصة سانحة لتأكيد أهمية الأحزاب المناضلة في حياة المجتمعات"، منوها على وجه الخصوص بدور حزب جبهة التحرير الوطني باعتباره "قوة سياسية تساهم في بناء وتشييد الوطن" و"تمكن البلاد من تحقيق المكاسب والانجازات في مختلف الميادين والمجالات". المؤتمر التاسع يعيد الشرعية التاريخية أغلب المدعويين الحاضرين للمؤتمر التاسع من أنحاء العالم لم يفوت أثناء تصريحاتهم ل "الأمة العربية" الإشادة بنضال جبهة التحرير الوطني وجيشها، وصمودهم في كبح جماح المستعمر الغاشم. ومن بين المعترفين بجسالة ودور الجبهة ممثلو فلسطين سواء من الفتحيين أو الحمسيين، حيث اعترف أحدهم بضرورة أخذ العبرة من تجربة الأفلان، وقال في هذا الشأن "جبهة التحرير الجزائرية قاومت، ثم فاوضت"، في اشارة واضحة الى فهم رسالة الأمين العام أثناء كلمته الافتتاحية. موقع "العرب أون لاين": شخصيات عالمية حاضرة في مؤتمر جبهة التحرير تكلم موقع العرب أون لاين الالكتروني عن مؤتمر الأفلان من الجانب التنظيمي، وبدا واضحا تركيز محرر الموقع على الحضور الدولي والشاسع لوفود مثلت أحزاب من آسيا وافريقيا. وبدأ الموقع مقاله بحجم توافد العديد من الشخصيات الحزبية والحقوقية من مختلف أنحاء العالم لحضور المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، واصفا اياه بالحزب "الشريك في الائتلاف الرئاسي الحاكم". راديو سوا: التركيز على مطالبة فرنسا بالاعتذار ركز راديو سوا الامريكي على مطالبة عبد العزيز بلخادم فرنسا الدولة، بتقديم اعتذار عما وصفه بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر في عهد الاستعمار. وذكر الموقع الرسمي كذلك بأن بلخادم شدد بلخادم في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر العام التاسع للحزب، على أهمية هذا الاعتذار، مذكرا بالمعركة القاسية التي خاضها الشعب الجزائري لوضع حد للاستعمار. الصحافة الفرنسية نقلت ما تحتاجه لم تشذ الصحافة الفرنسية عن نظيراتها من وكالات الأنباء العالمية، حيث نقلت فرانس 24 فحوى خطاب عبد العزيز بلخادم ونقلت منه على الخصوص مطالبة فرنسا بالاعتذار، وكذلك هو الشأن بالنسبة لوكالة الأنباء الفرنسية "أف بي" التي نقلت مطالبة فرنسا بالاتذار لا غير، ونفس الشأن انتهجته وكالة رويترز العاملية.