الفوضى التي تحدث في المناطق المنكوبة بالمسيلة التي مسها زلزال الجمعة الماضي، تظهر مدى استعداد المنتخبين المحليين للأزمات، ففي الوقت الذي ما يزال يبيت فيه المنكوبين في العراء ما تزال البلديات، لم تحل مشكل بعض العشرات من الخيم ولم تستطع حتى فرز الضحايا المزيفين من الحقيقيين، وكأن عملية الفرز عملية كميائية يتوجب على المنتخبين المحليين في هذه البلديات كسب المزيد من الوقت لفرز خليط كميائي معقد، والعملية برمتها تؤكد للمرة " س " أن الأميار لا يعرفون من بلدياتهم سوى مكاتبهم، وتسيير المشاريع التي تفيد الحاشية قبل انتهاء العهدة، وبعض الشؤون التي تتم تحت الطاولة، دون نسيان " مدام دليلة " طبعا التي تشغل بال المير وشلته وتستأثر بالشؤون كلها، ولا نعرف في هذا المقام كيف لبلدية تعجز حتى عن توفير خيام لمنكوبيها ولا حتى تستطيع معرفة المزيفين منهم من الحقيقيين أن تكون عادلة في توزيع وحدات السكنية، وبإمكانها فرز المستفيدن الحقيقيين من المزيفين، وإن كان الزلزال قضاء وقدرا إلا أن فيه حكمة أخرى وحكمته تتمثل في تعرية المنتخبين المحليين وإظهارهم على حقيقتهم، ومرة أخرى تضيع حقوق الناس في الحصول حتى على قطعة " باش " يسترون بها عوائلهم لأن حضرة المير يحل معادلة كميائية معقدة تتطلب منه فرز المنكوبين الحقيقيين من المزيفين، لكن النتيجة حتما ستكون خاطئة لأن المعادلة الصعبة على المير والمحلولة بالمقلوب ستجعل المنكوب بلا خيمة والدخيل يستفيد من خيمة وبعدها شقة، وفوقها " بوسة " خاصة إذا كانت " مدام دليلة".