يطالب سكان بلدية بني يلمان بالمسيلة الجهات القائمة على توزيع المساعدات الغذائية والخيم بضرورة التحلي بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأخذ بعين الاعتبار الوضعية الصعبة لعشرات العائلات التي لازالت تقضي لياليها في العراء، خاصة المنكوبة منها التي تعرضت مساكنها للانهيار الكلي ولم تتلق أية مساعدة تذكر إلى غاية كتابة هذه الأسطر في جولة قادتنا إلى العديد من الأحياء السكنية المتضررة من الزلزال، وقفنا على عينات من وضعيات مزرية تكابدها عائلات في العراء، حيث لجأت في إجراء مؤقت إلى إقامة خيم من الأفرشة لحماية أفرادها من البرد القارس الذي تعرفه المنطقة ليلا، وهو حال عائلة حبارة مبروك الذي انهار مسكنه كليا، ولم يبق له من الأثاث غير بعض الأفرشة، هذا الأخير تحدث إلينا بمرارة عن الإقصاء الذي تعرض له رغم أنه من المتضررين. ويضيف عمي مبروك أن رئيس البلدية كان من الأوائل الذين انتشلوه وأفراد أسرته من تحت الأنقاض، لكنه لم يفهم عدم تسلمه الخيمة ومختلف المواد الغذائية، حيث يقول في هذا الصدد إن تضامن الشعب فيما بينه يبقى من المميزات التي أكرم بها الله الجزائريين، ولم يفوت الفرصة ليحملنا أمانة نقل صرخته لرئيس الجمهورية للتدخل وإيفاد لجنة للتحقيق في ما وصفه بالافتراءات التي يطلقها المسؤولون عبر الإذاعة والتلفزيون، في حين أشار بيديه إلى أطلال بيته وإلى جيرانه الذين يبيتون في السيارات، متسائلا أين الخيم وأين هي المساعدات الغذائية، التي هو في أمس الحاجة إليها؟! وحتى ننقل الصورة بكل أمانة تجولنا عبر العديد من الأحياء على غرار حي محمد بوضياف، قصبة يلمان العتيقة، حي الجبل وهو أكثر الأماكن تضررا، حي الاستقلال وحي سليمان عميرات حيث وجدنا الوضعية تتشابه من حيث لجوء أغلب الأسر إلى إقامة خيم بالأفرشة وبطرق بسيطة وبدائية جدا، خوفا من الهزات الارتدادية المتواصلة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حيث يطالب كل السكان بالخيم لإقامتها بالقرب من مساكنهم، خاصة المنهارة والتي تحوي أغراضهم، في حين يطالب آخرون ممن تعرضت مساكنهم لتشققات بسيطة بنفس المطلب، وهو توفير الخيم التي باتت هاجسهم الوحيد، إضافة إلى المطالبة بتوزيع المواد الغذائية التي لم تصل الكثير منهم. وحول اقتراح السلطات الذي رفضوه والمتمثل في الإقامة الجماعية في المخيمات، أجمع السكان أن منطقتهم محافظة جدا ولا يمكنهم قبول ذلك، حيث يفضلون الإقامة بالقرب من مساكنهم في خيم فردية رفقة أفراد أسرهم، وهنا نوهوا بالمجهودات التي تقدمها المصالح الأمنية المختلفة التي تسهر على حماية ممتلكاتهم وتقديم يد المساعدة لهم كلما طلبوها، في حين يعيبون كثيرا على السلطات البلدية والولائية التي لم تقم حسبهم بواجبها، رغم ما توفره الدولة في مثل هده الظروف الصعبة. وهنا شدد محدثونا على المطالبة بلجنة وزارية مستقلة توكل لها مهمة إحصاء السكنات المتضررة وتحقق في مدى التكفل بالمنكوبين والمصدومين.