يشكوقاطنودوار بوزيدي الواقع بالجهة الجنوبية لبلدية سيدي اعمر بولاية تيبازة من نقائص تنموية فادحة مددت من عمر معاناتهم كثيرا، وضاعفت بالمقابل من حجم مآسي الغبن الذي يتجرعونه، حيث لا تزال العديد من المرافق والخدمات الضرورية مفقودة ولا يعثر لها على أثر كما بقيت كافة المطالب المرفوعة المتعلقة بها رهن ادراج المسؤولين المحليين الذين يثبت الواقع أن الوعود التي أطلقوها عليهم إبان الحملات الانتخابية ظلت مجرد كلام زائف وباطل لا يغني ولا يسمع من جوع، والدليل أن ولا شيئا منها تجسد على الميدان. ويعدد أهالي دوار بوزيدي مشاكلهم المتفاقمة بدءا من أزمة العطش التي حولت حياتهم إلى رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء مشيرين في هذا السياق إلى أنهم مجبرون على قطع مسافة تزيد عن 4 كيلومترات لأجل التزود بهاته المادة الحيوية من مياه الآبار والمنابيع رغم أن سد بوكردان الذي يعد أكبر مجمع مائي لا يقع إلا على مرمى حجر من مساكنهم. على صعيد آخر طرح محدثونا مشكلا آخر لا يقل اهمية عن الأول الا وهو اهتراء وقدم قنوات الصرف الصحي بسبب عدم تجديدها ما تسبب في تدفق المياه القذرة إلى الخلاء مشكلة بركا من العفن ظلت لقرون مصدر السموم التي يتجرعونها ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة والتكاثر الفظيع لأسراب الباعوض الذي وجد فيها بيئة ملائمة لينم وفيفتك بأجساد الصغار. فيما يبقى أزمة السكن والنقل تلقي بظلالها على أهالي دوار بوزيدي علما أن معظم العائلات هنا تشكومن الضيق وتدهور مساكنها التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري. مشيرين في ذات السياق أن السلطات المحلية حرمتهم من الاستفادة من حصتهم من برنامج السكن الريفي رغم أن الدوار يقع بمنطقة جبلية وريفية ظف إلى ذلك أزمة النقل التي تضغط بثقلها على السكان جراء عزوف الناقلين الخواص المتوجهين إلى بلدية مناصر نقلهم، الأمر الذي يعطلهم في أغلب الأحيان عن بلوغ مقاصدهم وقضاء حوائجهم إلا أن اكبر المتضررين هنا هم أطفال المدارس الذين أكدوا لنا أنهم يصلون متأخرين عن مقاعد الدراسة كما تفوتهم عدة حصص مهمة ما يؤثر سلبا على مردودهم وتحصيلهم الدراسي بالتأكيد ما يستلزم على المسؤولين المحليين الاستعجال في التكفل بانشغالات أهل الدوار وأن يتم تغطية النقص المسجل وتجسيد كل المطالب الملحة على الميدان حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق على حد تعبير السكان.