اختتم، أول أمس، بقاعة "بن زيدون" بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، فعاليات الأسبوع الثقافي لمحافظة أصفهان بالجزائر على وقع شدى الفرقة الموسيقية "بشرى المحبة" وعرض فيلم قصير عنوانه "الأيدي" الذي عرفنا في 13 دقيقة من الزمن على جل الصناعات التقليدية التي تزخر بها إيران من فن التطريز، الخزف، النحت، الترصيع بالأحجار الكريمة، الرسم المينياتوري وفني التطعيم في تجميل سطوح الأجسام والمعادن، حياكة الحرير و الأقمشة المذهبة على يد الفنانيين والصناعيين الإيرانيين ذوي الذوق والمهارة الممتازة، وغيرها من الحرف التي سلطت الضوء على الفنون الإيرانية الأصيلة التي تعطي للمنتوج صورة ومنظرا جميلا رائعا. وعلى هامش حفل الإختتام، سجلت "الأمة العربية" أصداء من بعض المبدعين الإيرانيين الذين تمنوا مواصلة التبادلات الثقافية وتعميقها. حسين هادي بور: "أتمنى إقامة محاضرات في علم نفس الألوان" ذكر الرسام والمصور حسين هادي بور، أن معرض المنمنمات كان جيدا من الناحية الكمية والكيفية، ولكن حسبه غياب الإعلام الإذاعي والتلفزيوني عن تغطية فعاليات هذا الحدث الثقافي جعل الجمهور المتوافد على أجنحة المعرض يعدون على الأصابع. وحسبه، ينبغي إجراء التبادلات الثقافية بين البلدين في جل الأنشطة الإبداعية، لاسيما على مستوى الفنون التشكيلية. وتساءل "حسين" عن غياب تدريس علم نفس الألوان في المدرسة الجزائرية، لأن في تقديره له أهمية قصوى في حياتنا وفي الفن أيضا لأنه إذا غاب الإحساس بقيمة اللون فاللوحة تفقد قيمتها سواء كانت ذات طابع تشكيلي معاصر أو قديم، مؤكدا أنه يقوم بمحاضرة كل شهر في إيران يبرز من خلالها أهمية هذا العلم لعامة الناس حتى يدركوا قيمة الألوان في الحياة، وقال "هادي بور" في ختام حديثه أنه لايقصر في الحضور للجزائر إذا إستدعي لإجراء محاضرات حول علم نفس الألوان، داعيا الدول العربية أن تتحد مع بعضها البعض ومع إيران لتعطي صورة جميلة للعالم. بهزت فلاحي: لوحات "عمر راسم" رائعة والتبادل الثقافي بين الجزائر تجربة رائدة من جهته، تحدث الفنان التشكيلي " بهزت فلاحي" عن تجربته بقوله " تعلمت فن المنمنمات أبا عن جد، وأحاول الحفاظ على الطابع التراثي القديم من خلال الإستلهام من التاريخ والقصص والأشعار الخاصة بالعهد الصفوي، مبرزا بأن للعقيدة دورا هاما في إبراز جماليات وروائع هذا الفن. وأشاد "بهزت" للأسلوب الفني الراقي الذي يميز لوحات الفنان التشكيلي الجزائري عمر راسم، لاعتماده على الألوان الحية التي تستنطق العمل على خلاف الأسلوب التشكيلي الإيراني الذي وإن كان يمتاز برونق براق، إلا أن الألوان المعتمدة غير حية نتيجة طغيان البيئة الصحراوية على الإبداعات. أما عن الأسبوع الثقافي الإيرانيبالجزائر، فلقد قال عنه بهزت "إنه فضاء للتبادل الفني والثقافي و مبادرة رائدة على الدول العربية الحذو حذوها". فرقة "بشرى المحبة" الأصفهانية تطمح لإنجاز عمل مشترك مع الجوق الجزائري للموسيقي الأندلسية هذا، واعتبر ممثل الفرقة الموسيقية الشعبية بأصفهان الإيرانية "بشرى المحبة"، إقامة الأسبوع الثقافي بالجزائر فرصة للتبادل الفني والثقافي وخلق الأخوة بين الشعبيين، وأشاد بمدى إعجاب الجمهور الجزائري بالفرقة الموسيقية التي قدمت ألحانا شعبية ممزوجة بأسلوب عصري كإدخال موسيقى الجاز، الهوب، الكلاسيكية والأندلسية، هاته الموسيقى الأخيرة أشاد محدثنا بمدى ثرائها خاصة بعد أن تم إحياء حفل مشترك مع الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية للجزائر العاصمة، متمنيا توثيق أواصر التبادل الثقافي وكذا إنجاز أعمال مشتركة بين الموسيقى الجزائرية الأندلسية والإيرانية قصد تعزيز التقارب بين البلدين. للإشارة، لقد شهد الأسبوع الثقافي الأصفهاني بين 18 و25 من الشهر الجاري، عددا من الفعاليات الفنية والأدبية التي احتضنتها العاصمة وولايتي بومرداس وقسنطينة، وذلك بمشاركة أزيد من 90 فنانا في تخصصات مختلفة، من عروض موسيقية، معارض تشكيلية، وأخرى للزرابي الفارسية، الصناعات التقليدية، الصور الفوتوغرافية ومقهى تقليدي حول أعمال الشاعر الكبير الفردوسي وورشة رسم موجهة للأطفال.