فرنسا ليست وحدها من يحتكر أرشيف الجزائر كشف، أمس، المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، أن رصيد كبير من الأرشيف الوطني ضائع في عدة دول من العالم، نافيا بذلك أن تكون الجهود المبذولة لاسترجاعه مركزة فقط على فرنسا التي لا تزال تحتفظ بذاكرة قيمة من التراث الإنساني الجزائري، والمتعلقة أساسا بتاريخ الثورة. وأشار شيخي خلال إشرافه على منتدى الحماية الدولية للأرشيف، إلى أن الجزائر عملت على إدخال مصطلح الأرشيف المرحل في قاموس التعاملات الدولية لتسهيل الحصول على تأييد دولي بشأن المطالب الأساسية لها، موضحا أن رصيد كبير من الأرشيف الجزائري ضائع في دول العالم ولا تحتكره فرنسا فقط، في إشارة منه إلى تعقد مهمة الجزائر في استرجاع تراثها الإنساني المنتشر في عدة بقاع من العالم، باعتبارها تحظى بموقع استراتيجي سمح لها بأن تكون مركز أكثر الأحداث أهمية خلال قرون مضت. وقال إن مركز الأرشيف الوطني يسعى لتشكيل مجموعة عمل منضوية تحت لواء المجلس الدولي للأرشيف لتكوين موقف موحد، يتم من خلاله تعزيز كل الصفوف فيما يخص المطالب المرفوعة، مؤكدا أنه الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه. وطالب شيخي من المجلس بضرورة مساعدة الأرشيفيين الجزائريين على تعلم اللغات القديمة، خاصة منها اللاتينية التي لا تشكّل عند الأوروبيين أي مشكل، في حين أنها تمثل أهم عائق يواجه الجزائر التي تجهل كثيرا من تاريخها الذي يجسده أرشيفها المتواجد في عدة مناطق من العالم، موضحا أن الجزائر تملك وثائق بلغات قديمة يصعب الوصول إلى فك رموزها، ما يجعلها عرضة للضياع وعدم التعرف عليه. وأكد المدير العام للأرشيف، أنه حاول جعل المجلس أكثر إيجابية بالخروج من الحياد السلبي واتخاذ قرارات لمواجهة الحكومات والدول، مشيرا إلى أنه لا يملك صلاحيات مخاطبة الدول، في حين أن الجزائر حسبه تملك أرشيفا ضائعا وأنها تشترك مع الدول الأخرى في التراث الإنساني العالمي. واعتبر أن قبول المجلس الدولي للأرشيف التعامل مع الجزائريين، نقلة نوعية في نظرته إلى موضوع حماية الأرشيف، خاصة وأنه تبنى الفكرة وشارك في مجموعة العمل التي تترأسها الجزائر، والتي من المنتظر أن تنعقد في تمنراست أواخر شهر ماي المقبل.