نظّمت المديرية العامة للأرشيف الوطني، أمس، منتدى دوليا حول »الحماية الدولية للأرشيف« حضره عدد من الخبراء والأكاديميين من عدة دول وعلى رأسهم السيد دافيد ليتش الأمين العام للمجلس الدولي للأرشيف. في كلمة ترحيبية أكد الدكتور عبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني عن سعادته بهذا اللقاء العلمي الذي يبحث في موضوع هام وهو »الحماية الدولية للأرشيف« وقد اختير هذا الموضوع نظرا للتقلبات التي يعرفها العالم منذ فترة والمتعلقة بالممارسات السياسية الدولية التي راح ضحيتها كثير من أبناء البشر وأيضا ضياع كميات كثيرة من تراث الانسانية حتى اصبح كما قال من الضروري أن ننظر فيما بيننا فيما يمكننا فعله ونجنّد كل الطاقات لحماية هذا التراث الذي بدونه يخفق جيلنا في التواصل مع الأجيال السابقة واللاحقة«. وتعتبر الجزائر الموضوع هاما جدا أكثر من غيرها من الدول لما تعرّض له أرشيفها وتراثها الثقافي عامة من اتلاف وتدمير وإهدار وسرقة وتحويل، وهو الأمر الذي وضعته الجزائر منذ أربع سنوات على مائدة البحث في المجلس الدولي للأرشيف ليصبح أحد أهم المواضيع التي يجري البحث فيها الآن أي »الأرشيف المحوّل« الذي هو طرح جزائري قانوني يمكّنها وكل الدول المستعمرة سابقا من الوصول إلى أرشيفها لدى الدول الأجنبية. السيد دافيد ليتش من جهته رحب بالمبادرة الجزائرية ودورها الفعال في المنظمة باعتبارها عضوا في لجنتها التنفيذية ونشاطها المثمر الذي انعكس حتى على توطين اللغة العربية في المنظمة التي لها فروع في العديد من دول العالم، كما تسعى هذه المؤسسة الدولية إلى تبني مشاريع خصصت لها مبالغ هامة وهي تدرس كل الاقتراحات المطروحة لتقديم الدعم . المتحدث أشار أيضا إلى أن دور مؤسسته يتجاوز الحدود والأوطان، وهي تعتمد في المقام الأول على الخبراء وعلى القوانين والتشريع وكذا على العمل الجماعي مع الفاعلين من مثقفين وجمعيات في المجال الثقافي. المحاضرة الأولى في الملتقى نشطها السيد كريستوف جاكوبس من فرنسا حول منظمة الدرع الأزرق غير الحكومية التي تنشط في مجال حماية الأرشيف والتراث والجهود التي تبذلها فروعها عبر العالم لحماية هذا التراث، سواء في ظروف الحروب او في الكوارث الطبيعية. وعلى هامش الأشغال، أكد الدكتور عبد المجيد شيخي (رئيس الفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف) على الجهود التي تبذلها الجزائر في المجلس ومحاولة جعله اكثر ايجابية مع إخراجه من الحياد ليتخذ قرارات في مواجهة الحكومات والدول، باعتبار أن الأرشفيين ليس لديهم صلاحيات لمخاطبة الدول لحماية التراث سواء الجزائري أو العالمي الذي هو تراث انساني مشترك تقع مسؤولية المحافظة عليه على الجميع. مضيفا أن وجود الأمين العام للمجلس الدولي للأرشيف دليل على وجود نقلة نوعية للمجلس لحماية الأرشيف بما فيه »المرحّل« الذي يعد مصطلحا جديدا أدخلته الجزائر في قاموس الأرشيف الدولي لأنها تريد أن تحصل على تأييد دولي في مطلبها والحقيقة انها ليست الوحيدة التي تشتكي من ضياع ارشيفها فهناك الكثير من الدول مثلها، والجزائر شكلت مجموعة دول مطالبة ليكون لها موقف موحّد وكوّن المجلس الدولي للأرشيف لجنة ترأسها الجزائر وستقدم تقريرها في اجتماع تمنراست نهاية ماي المقبل.