الهجرة غير الشرعية أو "الحرڤة" التي تروي واقع هؤلاء الشباب الذين عزموا على شق البحر المتوسطي تحت وطأة الواقع الضاغط بالجزائر والأفق المسدود وغياب الفرص، لكن مع هذا يبقى شعور الأمل مع ضالته هو الأقوى، ففي كلتا الحالتين المصير واحد بين قضبان السجن والسجن خلف حدود وطن يدفع أبناءه إلى المجهول. وبعد أن تضاربت الآراء بين معارض ومؤيد، قرر علماء الدين النظر في القضية عن كثب والاستفتاء في موضوع "الحرڤة" الذي جرف بالعديد من الشباب إلى التهلكة، حيث خلص ذاك بتحريم الظاهرة قطعا، وهو ما جاء به فضيلة الشيخ آدم أبو هشام الذي أكد. "النظرة الشرعية لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، تنبني على نظرة الإسلام أولا الفعل، ألا وهو الهجرة بحرا على متن قوارب صغيرة غير آمنة، فإذا قلنا أنه ينجو من بين ألف مائة، فإنها نسبة ضئيلة جدا لا تقدر ب 10 بالمائة، فتكون هذه الوسيلة محرمة حتى ولو كانت ناجحة مائة بالمائة وتبقى في نظرة الدين محرمة". الفقهاء يحرمون الفعلة.. و"الحراڤ" عزته وكرامته في أرض وطنه بينما دعا مدير الشؤون الدينية بولاية وهران الشيخ بلقوت حسين المجتمع المدني التقرب من تلك الشريحة التي تفتقد إلى أساليب الحوار و العطف وكذا الحنان وبعبارة "أصبح الإنسان يفر من الحرية إلى العبودية، فإذا لم يكن الشخص في موطنه حرا، فأين يسعى للحرية؟ فإذا لم يكن بين أهله وأبويه وإخوته معززا مكرما، أين ينشد تلك الكرامة؟ فلذا لابد أن يعرفه أبناؤنا، لأن كرامتهم وعزتهم في داخل موطنهم الأم بين إخوتهم وأمهاتهم. فإذا أضحى المرء يقلع جذوره ويعزل نفسه من أصوله من واقعه الأصلي ويلجئ إلى غرس جذوره في واقع ليس له، أي ارتباط به ليس من الجانب الديني والثقافي ولا حتى الأخلاقي، فهو يبقى تائها للأبد"، موضحا في كلامه "إذا حاول أبناء الجزائر مغادرة وطنهم والهجرة إلى بلد ما قصد تحسين وضعيهم، تاركين وراءهم وطنهم يتخبط ويحتضر، فهم المسؤولون الأوائل إزاء تلك الحالة، لذا يجب أن يعلموا أن الوحيد الذي يتكفل بالجانب المادي والمالي، هو الله وحده لا شريك له، والذي قال في كتابه.. "وما من دابة فوق الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها". ولكن الجانب الذي يجب علينا أن نتكفل به، هو جانب المحبة وتلك الروح.. ذاك الحنان الذي يجب أن نملئ به قلوب أبنائنا وإخوتنا حتى يستحيل عليهم مغادرتنا وفراقنا، وقتها نقول بوسعنا أن نصل إلى نتيجة وحل ردعي إلى بر الأمان. حان الوقت أن نستيقظ كلنا ونعتبر أن أبناءنا ثمرة جوهرية، إذا ضاعت ضاعت الجزائر ككل، ونحن الوحيدون المسؤولون على رعايتهم شرعا، حسب ما جاء على اللسان الرسول صلى الله عليه وسلم "كفا من المرء إثما أن يضيع من يعيد"، وهذا يعتبر ضياعا لأبنائنا، خاصة عندما لا نعالجهم ونسدهم إلى الطريق المستقيم، هذا ما يعني التخلي عن المسؤولية". إقصاء الإعلام بالرغم من أنه يرصد الظاهرة في بعديها الاجتماعي والإنساني يحدث هذا، في الوقت الذي قررت فيه الدول في مطلع السنة الجارية إصدار تعليمات صارمة لإبعاد الإعلام عن الساحة وتبني السرية التامة في قضية أو حالة تتعلق بوضعية أفراد حاولوا الإبحار خلسة. كما كان "الحراڤة" الموقوفون في كل من شهر أفريل وماي والبالغ عددهم ب 37 شخصا من بينهم 6 نسوة وطفل و3 رضع والذين تم اعتراضهم في عرض البحر دون تقديم أية معلومات، وذلك لأسباب نجهلها، ربما أن الدولة تحمّل المسؤولية للإعلام في ترويجه للفكرة أو للظاهرة. وبناء على هذه الإجابات دون محاكمة هذا الطرف أو ذاك، فالإعلام لا يحاكم بل يرصد الظاهرة في بعدها الإنساني والاجتماعي. وبناءا على كل تلك الإجابات الجوهرية، فموضوع الظاهرة كان تتم معالجته الإعلامية في البداية، أي منذ قبيل سنوات، فملف "الحراڤة" لم يكن يؤخذ من الجرائد مساحة واسعة، أي بعني لا ينشر الموضوع في الصفحة الأولى وقد لا يبيع الجريدة من المنطق التجاري، كما لم يشكّل اهتماما إعلاميا واجتماعيا عند الكثير من أفراد المجتمع، لكن بعد مرور الوقت تحولت "الحرڤة" إلى هم وطني، حيث انتقلت من الشارع ومن الشواطئ إلى غاية المناطق النائية، لتكون في الخطوط العريضة والافتتاحية لبعض الصحف ولخطابات سياسية وحزبية وحتى لخطابات الدولة. فبعض الجرائد اتخذت من موضوع "الحرڤة" موضوعا إعلاميا، حيث أحدثت "الحرڤة"تقسيمات كبيرة في بعض الصحف، حيث الآن من السهل أن تلج إلى أية جريدة، فتجد هناك صحفي على الأقل مختص في ظاهرة الهجرة غير الشرعية، تماما مثل ما كنا نسمع عنه قبل فترة عن تواجد صحفيين مختصين في الأخبار الأمنية والرياضية والثقافية، فظاهرة "الحرڤة" بما أنها تطورت وأخذت بعدا كبيرة لهذا الحد، أضحت تشكلا ملفا مستقرا وخاصا لابد على أية جريدة أو مؤسسة إعلامية أن تفكر فيه عند وضع خطتها. الأئمة بالمهجر يدعون إلى عدم المبالغة في سرد الوقائع الصعبة التي يواجهها المغترب إذا تكلمنا عن الهجرة، فالهجرة حق على كل مواطن شريطة أن تكون شرعية، ولكن تلك التي تتم خلسة على متن قوارب الموت، فهي باتت هاجسا لدى الآلاف من الشباب الذي يخاطرون بأرواحهم وبعائلاتهم نحو مستقبل مجهول، فالدوافع التي رمت بهؤلاء الشباب إلى المغامرة ليس فقط بالدوافع النفسية التي تؤدي وتدفع بالشباب إلى خوض تجربة غامضة على متن الزوارق نحو الضفاف الأخرى، فهناك دوافع أقوى من ذلك فهناك دوافع اقتصادية واجتماعية بالدرجة الأولى كغلاء المعيشة والبطالة والعزوبية والفقر، ناهيك عن ضيق السكن... كما هناك دوافع محفزة يعني عندما يرى ذاك الشاب البسيط والميسور الماكث بالجزائر شابا آخر قدم من الخارج إلى أرض الوطن لقضاء عطلة الصيف مثلا، محمّلا بالحقائب والأغراض ويمتطي أفخر مركبة رفقة زوجة أجنبية، على غرار المال، كي يستثمر، فهذا المظهر يولّد في داخلتيه الغيرة والرغبة لتقليده بشتى الطرق، الأمر الذي دفع منذ سنتين بالأئمة المقيمين بالمهجر إلى شن حملة تحسيسية على مستوى الأحياء الشعبية والمساجد، خاصة في صلاة الجمعة، وذلك لتوعية وتحسيس الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر بضرورة عدم المبالغة في سرد الوقائع الحقيقية التي يعيشها المهاجرون الجزائريون في أوروبا من ضغوط ومن تردي الأوضاع المعيشية كالبطالة مثلا، دون الدخول في متاهات من شأنها أن تحوّل الفرد المقيم بالجزائر إلى شخص مولع بالرحيل إلى أوروبا. الدبلوماسية الجزائرية تدعو إلى سبل تسهيل منح الفيزا وقد أسفرت المفاوضات المكثفة التي شرعت الجزائر وإسبانيا للوصول سويا الى اتفاقيات تجمع البلدين في مجال منح التأشيرة، والذي تعتبر الأولى من نوعها، حيث صرح بالعاصمة الجزائر حسب مصادر عليمة، الكاتب العام المكلف بالشؤون القنصلية والهجرة بوزارة الخارجية الاسبانية، خفيير ايلورزا، قائلا أنها "مفاوضات لم يشهدها البلدان، للوصول إلى اتفاق تعاون حول ميكانيزمات وسبل تسهيل منح التأشيرة للأشخاص من الطرفين، والذين يطرحون مشاكل وخاصة الهجرة غير الشرعية". وفي الوقت الذي أكد فيه ذات المتحدث، أن ملف التأشيرة يعتبر ملفا حساسا، أشار إلى أن البلدان سيتطرقان زيادة على هذا، إلى استعمال الوثائق البيومترية خلال الشهور المقبلة، مؤكدا أن الغاية هي العمل من أجل تسهيل أكبر تحويل التعامل الإداري الى البيومتري وتسهيل الإجراءات. ومن جهة أخرى، تطرق المسؤول الاسباني مع نظيره الجزائري، كاتب عام وزارة الخارجية، مجيد بوڤرة، إلى موضوع أولويات الرئاسة القادة للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في الفاتح من جانفي 2010، حيث سيعلن عن إنشاء مجلس التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي السنة القادمة، وفي ظل تشكيلة جديدة للجنة الأوروبية. السفير الإسباني يعترف بتقلب الآية والجزائر باتت وجهة الشباب الإسباني كما أكد في ذات السياق، خفيير ايلورزا أنه من الضروري أن ننبه بحساسية بلدان جنوب أوروبا اتجاه بلدان المغرب، وفي حديثه عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، قدر ذات المتحدث أن الجزائر و اسبانيا يشتركان في نفس المنهج، مشيرا إلى أن "البلدان ظروفهما مواتية لمحاربة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر”، خاصة وأن كلا البلدين يعتبران منافذ عبور للمهاجرين غير الشرعيين. و ي الأخير، عبر المسؤول الاسباني وأثنى على رغبة البلدين في تعزيز التعاون المشترك بينها، في مجالي التنمية والهجرة، مشيرا في السياق نفسه الى أن كل من اسبانياوالجزائر وقعتا على اتفاقيات دولية، و يشركان بشكل منتظم في الندوات الدولية التي تناقش و تعالج هذه المسائل، وفي هذا الإطار أعلن ايلورزا عن عقد ندوة وزارية أوروبية افريقية حول الهجرية و التنمية، في شهر نوفمبر القادم بالعاصمة الفرنسية باريس يحدث هذا في الوقت الذي أعلن فيه السفير الاسباني بالجزائر أن عدد المهاجرين السريين ذوي الجنسية الجزائرية قد تقلص في الآونة الأخيرة حسب الدراسات ومتابعة حركة "الحراڤة" التي أجريت على مستوى المخيمات الخاصة باللاجئين داخل الأراضي الاسبانية والذي أرجعه المسؤول الدبلوماسي إلي تردي الأوضاع الاقتصادية ببلاده التي دخلت في أزمة مالية حادة أدخلت شعبه في دوامة البطالة وقلبت الآية لتجعل من الجزائر ضفة مختارة من طرف الشباب الاسباني للاستثمار. الكلمة التي ألقها فخامة رئيس الجمهورية في خطاب سياسي له على المجتمع المدني والتي وضع فيها النقاط على الحروف. هاذي أبلاد ما فيها ما يندار..؟ صار هاذي أبلاد ما فيها ما يندار يا خويا...؟؟ هاذي أبلاد ما فيها ما يندار... البلاد دارت امعاكم الشيء ألي مقدر توش أتقدروه أصحيح فيها أزمة لكن هذا لا يسمح إطلاقا ولا يبرر إطلاقا أهذه أفهامة ولا منعرفوش أهذا حب الوطن... و لا منعرفوش...؟ أن تستفيد من جنسية أخرى لحاجة في نفس يعقوب والنعمة أن تتنكر للوطن لتنكر القيم عيب.. عيب.. عيب... أوعار...؟ أمشاو اللي أمشاو.... أوما يبقى في الواد غير حجارو..؟؟