شوه السوق الموازي الذي احتل الأرصفة الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المركز التجاري الكبير الذي دشن مؤخرا بباب الزوار، من الديكور العام للمرفق، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤوليه، خصوصا بعد أن باءت مداهمات رجال الأمن الحضري لإزالته بالفشل وهو حاليا في حالة نمو متسارع ومحل إقبال كبير من طرف المواطنين الذين وجدوا فيه فرصة لاقتناء حاجاتهم وكلها منتجات مصنوعة في الصين تحسبا لعيد الفطر المبارك الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة. وجد عشرات من الباعة الفوضويين الذين تطلق عليهم تسمية "تجار الأرصفة" من محيط مركز التسوق والترفيه المدشن مؤخرا بباب الزوار، فضاء مناسبا للبيع، حيث تسارعت ديناميكية احتلال مداخل المركز منذ الأسبوع الأول من دخوله الخدمة مطلع أوت الجاري. فبعد ثلاثة باعة، ارتفع عددهم إلى 10 في غضون 4 أيام ثم إلى 20، وبعدها 30 خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان. ويتوقع أن يصل عددهم إلى المائة أو أكثر خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لا سيما وأنهم يعرضون تشكيلات واسعة من المنتجات صينية المنشأ وتتمثل بالدرجة الأولى في لعب الأطفال وملابس النساء والتحف المنزلية المتنوعة وأكشاك لبيع التبغ والحلوى المطهية و"شوايات" الذرى. سوق متنامية وإقبال كبير وعلمت "الأمة العربية" على لسان شهود عيان من مرتادي المركز، أن الحملات والمداهمات التي شنتها مصالح الأمن الحضري لباب الزوار باءت بالفشل، حيث لا يلبث الباعة حتى يعاودون احتلال الرصيف مباشرة بعد غياب دوريات الأمن. وقد لاقت هذه السوق الفوضوية مند الأيام الأولى للنشاط إقبالا كبيرا من طرف زوار المركز، بالنظر إلى الأسعار المتدنية للسلع المعروضة والتي تتراوح ما بين 100 دج و400 دج فقط للوحدة، وخصوصا المستلزمات النسائية مثل الحقائب ومواد التجميل وأيضا الأكشاك الخاصة بيبع التبع والشواء التي احتلت الرصيف المقابل للمركز على بعد أمتار قليلة فقط من شارع "الشوايين" المحاذي لنزل الماركير "الفندق الكبير". الطريق العمومي يتحوّل إلى حظيرة للسيارات كما حوّل شباب حيي إسماعيل يفصح و5 جويلية الطريق الرئيسي لحي "عدل" القريب من مركز التسوق، إلى حظيرة للسيارات مدفوعة الأجر بأسعار تتراوح ما بين 50 و100 دج، وهي حظيرة فوضوية تلقى أيضا إقبالا كبيرا من طرف الزوار بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى حظيرة المركز، أو لأن هذه الأخيرة ممتلئة عن آخرها وهي بسعة 1700 سيارة. وقد خلقت هذه الحظيرة الفوضوية العديد من الشجارات بين حراس الحظيرة وسكان حي "عدل" وحي "الجوهرة"، القريبين الذين لم يعودوا يجدون مكانا لركن سياراتهم. استياء وتساؤلات؟ وقد تساءل هؤلاء عن سبب تغاضي رجال الأمن عن ردع هؤلاء الشباب الذين حوّلوا الطريق العمومي إلى "ملكية خاصة". وقد لمسنا حالة استياء كبيرة لدى مسيري المركز، مؤكدين أن صورة المركز تشوّهت كثيرا بفعل هذه السلوكيات الطفيلية، متسائلين عن دور الرقابة التي تتحدث عن اجتثاث العشرات من الأسواق الفوضوية، لكن في الواقع نجد أن عددها في تنام متسارع. ويرى العديد ممن تحدثنا إليهم، أن محيط المركز وبمؤشراته الحالية، سيتحوّل إلى سوق مفتوحة يباع فيها كل شيء في غضون 6 أشهر، إن لم تسارع السلطات العمومية إلى اجتثاث هذا الجرثوم التجاري قبل أن يتحوّل إلى ورم.