شباب متمسك بخيار مقاطعة منتجات عالمية داعمة لإسرائيل "منير" ورفاقه شباب من العاصمة حملوا على كاهلهم مهمة دعم القضية الفلسطينية بطريقتهم الخاصة وذلك بطبع أزيد من 12 ألف نسخة من قصاصات تدعو إلى مقاطعة منتجات بعض المؤسسات الغربية والشركات المتعددة الجنسيات التي تقوم بتقديم دعم خاص وفي بعض الحالات بشكل علني للكيان الصهيوني ومبتغيات دولة إسرائيلية الغاصبة بناء على اقتطاع جزء من الأرباح الشركات لفائدة دولة إسرائيل وجرائمها. "منير" الشاب الذي يعمل في إحدى المؤسسات العمومية الذي عثرنا عليه بجوار أحد مساجد العاصمة يوزع قصاصات المنبهة للمؤسسات التي يجب مقاطعتها وأكد لنا في حديثنا معه أن "هذا أقل ما يمكن أن يؤديه لفائدة الإخوة في غزة ويعتبر هذا نوعا من أنواع الجهاد والدعم للإخوة الفلسطينيين ومحاولة منا لإضعاف هذا الكيان المزروع في وسط أمتنا الإسلامية". ولما سألناه عن الأماكن التي قام بتوزيع القصاصات فيها هو ورفاقه قال "لدينا رفاق وزعوها في أماكن مختلفة من ولايات الوطن مثاله بلديات عدة من العاصمة في محطات الحافلات في قارعة الطريق وأمام المساجد وأكد لنا بأن هناك العديد من الرفاق الذين ساهموا في توزيعها في ولايات أخرى على غرار البليدة بومرداس، واد سوف...وذلك تطوعا منهم في نصرة القضية الفلسطينية بعدما فتر الحديث عنها". أما زميله "محمد" والذي وجدناه يوزع القصاصات أيضا عند استفسارنا حول جدوى ما يقوم به أكد لنا بأنه يقوم بهذا الفعل باعتباره واجبا ومن باب إسداء النصح للآخرين ومؤكدا بأن الأمر فعّال فهو لم يكن يدري ببعض المنتجات التي تدعم مؤسساتها إسرائيل والآن هو مقاطع لها. من جهته، أكد لنا السيد "عبد الرزاق مقري" عضو مبادرة منع التطبيع مع الكيان الصهيوني أن هذه المبادرات كثيرة من الجمعيات والمنظمات وهذا شكل من أشكال النضال والتعبير عن الرأي، كما أكد لنا بأن هذه الأشكال من المقاطعات مفعّلة في الوسط الاجتماعي الوطني وهي شكل من أشكال التعبئة الشعبية ضد هذا الكيان بغض النظر عن أضرارها الاقتصادية اللاحقة بالكيان الصهيوني. المقاطعة هي وسيلة من وسائل الدفاع أما الشيخ "عبد القادر بن حموية" إمام مسجد بالعاصمة فقد أكد لنا بأن هذه الأشكال من القصاصات والملصقات المطالبة بمقاطعة المؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني هي وسيلة من وسائل الدفاع، فالمطلوب منها هو إلحاق ما أمكن من الضرر بالصهاينة وإضعاف قدرتهم ما دامت السبل الأخرى غير ممكنة، مثاله الشركة التي تنتج سجائر "المارلبورو" والتي تقدم 12 بالمئة من أرباحها السنوية توجه لدعم إسرائيل، حيث قال "لا شك أن إضعاف القدرة الاقتصادية سبيل لإضعاف القدرة العسكرية"، كما أكد لنا الشيخ عبد القادر أن قضية تشبه المقاطعة قام بها أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهما أبو بصير وأبو جندل –رضي الله عنهما- اللذين ردهما الرسول صلى الله عليه وسلم من دخول المدينةالمنورة امتثالا لبنود صلح الحديبية واللذان توجها إلى جبال مجاورة لقريش وقاما بقطع طريق القوافل الداخلة إلى قريش حتى طلبت قريش من الرسول خرق بنود الاتفاق وإدخالهما للمدينة كي يكف عن أهلها هذا التضييق وهذا كان من نتاج الحرب الاقتصادية آنذاك. وقال الشيخ "عبد القادر" إن الشباب بالخصوص وعموم المسلمين بين نارين في سلوكهم اتجاه مقاطعة منتجات المؤسسات الداعمة لإسرائيل، بين العروض الموجودة والواجب الشرعي، فمن المفروض أن قوة الإيمان هي من توجّه سلوكهم، فالله عز وجل يقول "فاتقوا الله ما استطعتم" خصوصا أن الماركات المنشورة لمقاطعتها هي علامات تدور حول الكماليات، كما أن من واجب المسلمين تربية النفس وتبني قضايا المسلمين.