اعترفت بعض الشركات الأمريكية ومن لها فروع في السعودية بتضررها فعليا الآن من مقاطعة منتجاتهم بسبب ردة فعل الشارع السعودي على الحرب الإسرائيلية على غزة الفلسطينية . ولم تفصح الشركات الأمريكية رقميا عن خسائرهم حتى اللحظة , لكن اعترافها بهذه المقاطعة جعلها تبادر في أوقات سابقة إلى إصدار بيانات صحافية استنكرت فيها الحرب الإسرائيلية ونفت أي علاقة لها أو دعم لهذه الحرب التي أسفر عن استشهاد أكثر من 1000 فلسطيني منذ 27 ديسمبر وحتى الآن . وكانت السعودية شهدت حملة عبر الانترنت لمقاطعة الشركات والمنتجات الأميركية احتجاجا على الدعم الأميركي للهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. وتدعو الحملة المستمرة منذ ايام عدة عبر الرسائل الالكترونية ورسائل الهاتف الجوال إلى مقاطعة سلسلة مقاهي «ستاربكس» ومطاعم ماكدونالد وبرغر كينغ وكنتاكي وبيتزاهت وتشيليز ,إضافة إلى المشروبات الغازية خصوصا بيبسي كولا وكوكاكولا وجميع أنواع السجائر الاميركية وذلك حسب خبر صحافي نشرته اليوم وكالة الصحافة الفرنسية عبر موقعها الالكتروني. وأوردت إحدى الرسائل «لنتوقف عن شراء البضائع الأمريكية والبريطانية لمدة شهر واحد.. للأسف.. هم يجمعون التبرعات لقتل المسلمين ونحن لا نجمع أي شئ لإنقاذ أولئك المسلمين المستضعفين في غزة». وتضيف «لا تريدون أن تجمعوا تبرعاتكم لا مشكلة ولكن توقفوا عن التبرع ودعم إسرائيل». واستحدث يوم الأحد الماضي موقعا الكترونيا جديدا هدفه الدعوة الى مقاطعة المنتجات الأميركية. وتلقى العديد من السعوديين رسائل الكترونية أو رسائل عبر هواتفهم النقالة تدعو الى مقاطعة المنتجات الأميركية. وايد سعيد القحطاني (30 عاما) الذي يعمل مدرسا مقاطعة المنتجات الأمريكية «على الدوام وليس الآن فقط بسبب الأحداث في غزة حتى تغير اميركا من مواقفها المنحازة لإسرائيل ضد العرب». وقالت طالبة رفضت ذكر اسمها لفرانس برس أنها «اعتادت هي ومجموعة من زميلاتها على تناول وجبة الغذاء في مطعم ماكدونالد لكنهن اتفقن على التوقف عن ذلك الآن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة وتناول أي وجبة في مطاعم أخرى». من جانبه اعتبر المواطن السعودي محمد سعيد اليامي (40عاما) ويعمل مدير علاقات عامة في احد البنوك ان «مثل هذه الحملة لمقاطعة المنتجات الأمريكية تحتاج إلى تنظيم أكثر لكي تكون ذات جدوى وليس مجرد رسائل جوال وبريد الكتروني ومن ثم يصعب تفعيلها على ارض الواقع ووصول نتائجها الى ارقام مؤثرة على الشركات الأمريكية». وتحدث احد المسؤولين في سلسلة مقاهي «ستاربكس» عن «تراجع في الإقبال» مذكرا بان هذه السلسلة شهدت وضعا مماثلا خلال الاجتياح الاميركي للعراق العام 2003. وفي ضوء قلقها من الدعوة إلى مقاطعتها أصدرت ادارة «ستاربكس» في الولاياتالمتحدة في الخامس من جانفي بيانا نفت فيه دعم إسرائيل في حربها على غزة.