أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس باقامة الدولة بزرالدة أولى المحادثات مع ضيف الجزائر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وتوجه بعدها ضيف الجزائر إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة للترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة. وكان أمير دولة الكويت قد حل قبل ذلك بمطار هواري بومدين الدولي في زيارة رسمية للجزائر تدوم يومين بدعوة من الرئيس بوتفليقة. وتدخل هذه الزيارة في اطار تمتين أواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين و تدعيم علاقات التعاون المتبادل بين البلدين. جدير بالذكر أن زيارة أمير دولة الكويت من شأنها تحديد المسارات المستقبلية لتطوير العلاقات الثنائية الى تنسيق في المواقف والرؤى السياسية في مختلف القضايا التي تهم الشأن العربي والإقليمي والدولي. توجه لترقية التعاون والإستثمار بين البلدين تكتسب زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى الجزائر التي تعد الاولى من نوعها منذ اعتلاءه الحكم أهمية بالغة في مسار العلاقات الجزائرية الكويتية، والتي شهدت تطورا ملحوظا في مختلف المجالات تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين فزيارة رئيس الجمهورية الى الكويت عام 2008 أعطت دفعا قويا لهذه العلاقات من خلال التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثنائي أهمها إلغاء الازدواج الضريبي بين البلدين وبروتوكول تعاون بين خارجية البلدين بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون في مجال التكوين المهني. كما أن أشغال الدورة السادسة للجنة الجزائرية الكويتية توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات في مجالات الطاقة والفلاحة والموارد المائية والنقل الجوي الذي تجري بشأنه حاليا مفاوضات من أجل فتح خط مباشر بين الجزائر والكويت . الكويت المستثمر العربي الثالث في الجزائر برقم يفوق مليار دولار وتأتي هذه الزيارة في وقت طرحت فيه الجزائر برنامج استثماري ضخم وإجراءات تحفيزية للمستثمرين الأجانب وبالأخص العرب منهم، من شأنه فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين، خاصة وأن الاستثمارات الكويتية بالجزائر تقدر بأزيد من مليار دولار لتتصدر بذلك الكويت المرتبة الثالثة من بين العرب حيث وصل حجم المبادلة التجارية بين البلدين عام 2009 إلى 11 مليون دولار، وهو رقم لا يرقى إلى مستوى التناغم الكائن بين الدولتين مع انه مرشح للارتفاع في ظل الإرادة السياسية التي أصبحت توفر كل الظروف للتقارب الاقتصادي بين البلدين حيث قدرت الواردات الكويتية من الجزائر عام 2008 بمليون ونصف مليون دولار أهمها من الزيوت الصناعية والغازات والمنتجات الفلاحية، بينما قدرت الصادرات الكويتية نحو الجزائر 6.8 مليون دولار وأهمها من الآلات الكهرومنزلية والمواد الصناعية. تخص مجالات القضاء والقانون والصحة والنقل البحري والسياحة سبع اتفاقات جديدة تدعم العلاقات الثنائية بين الجزائر والكويت وقعت الجزائر والكويت أمس خلال حفل حضره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأمير دولة الكويت الشيخ الصباح الأحمد الجابر الصباح على سبع اتفاقيات تعاون تخص مجالات القضاء والقانون والصحة والنقل البحري و السياحة. وفي هذا الصدد تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تخص التعاون القانوني و القضائي في المجال الجزائي و في المواد المدنية و التجارية و كذا في مجال تسليم المجرمين.وفي المجال الصحي وقع الجانبان على مذكرة تفاهم للتعاون بينهما فيما حظي مجال النقل البحري بالتوقيع على اتفاقية ذات الصلة بالنقل البحري و الموانيء وعلى مذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين العاملين في البحر. وتتعلق الإتفاقية السابعة والأخيرة بقطاع السياحة الذي اتفق البلدان على تعزيز التعاون بشأنه. وهامش هذا اللقاء أجرى أعضاء وفدي البلدين محادثات برئاسة الوزير الاول السيد أحمد أويحيى ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد صباح السالم الصباح. وكان أمير دولة الكويت قد حل صبيحة اليوم الثلاثاء بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين بدعوة من الرئيس بوتفليقة. وتدخل هذه الزيارة في اطار تمتين أواصر الاخوة التي تربط الشعبين الشقيقين و تدعيم علاقات التعاون المتبادل بين البلدين. قال بأن المبادلات التجارية بين الجزائر والكويت متواضعة بن بادة يرى زيارة أمير دولة الكويت إلى الجزائر فرصة مواتية لترقية التبادل التجاري قال وزير التجارة مصطفى بن بادة إن زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى الجزائر تعد فرصة مواتية لترقية التبادل التجاري بين البلدين ، والذي يراه بن بادة متواضعا مقارنة بالعلاقات المتينة الموجودة بين الجزائر و الكويت . وأوضح الوزير مصطفى بن بادة، في تصريح للقناة الأولى الاذاعية، أن حجم المبادلات التجارية لم يتجاوز ال 100 مليون دولار في السنوات العشر الأخيرة ، أي بمعدل 10 ملايين دولار سنويا ، مرجعا ذلك إلى طبيعة الاقتصاد الموجود في البلدين، والذي يعتمد على المواد النفطية في صادراته. وبالمقابل قال بن بادة بأنه توجد هناك استثمارات لدولة الكويت في الجزائر تعود إلى سنوات طويلة وكانت بداياتها بتوقيع إتفاق التعاون التجاري في سنة 1988 . كما توجد هناك مساهمات كويتية في إنجاز بعض المشاريع الكبرى على غرار سد بني هارون الذي ساهمت في تمويله دولة الكويت . وأكد بأنه يتطلع إلى أن تكون المبادلات التجارية بين الجزائر والكويت أكثر حجما وأكثر نوعية.