في تصريحات تعتبر الأقوى من نوعها منذ مجزرة أسطول الحرية، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء أول أمس، أن تركيا لن تبق مكتوفة الأيدي، إذا ما تعرض لبنان و قطاع غزة لعدوان إسرائيلي جديد . وتابع أردوغان في كلمة ألقاها أمام الاجتماع السنوي لاتحاد البنوك العربية في بيروت متسائلا " هل ستدخل إسرائيل أرض لبنان بأحدث الطائرات والدبابات وتقتل الأطفال والنساء وتهدم المدارس والمستشفيات وبعدها تطلب منا أن نسكت؟". وأضاف رئيس الوزراء التركيي، أن لبنان انتصر على إسرائيل في الحرب التي شنتها عليه عام 2006 وسينتصر عليها في أي حرب قادمة. داعيا خلال احتفال شعبي أقيم في "عكار" شمالي لبنان إلى أن تكون المنطقة كلها في موقف واحد ضد من أسماهم "القتلة الإسرائيليين"، مؤكدا أنه في حال نشوب حرب جديدة فإن الخاسر لن يكون فقط من أبناء المنطقة بل من مواطني إسرائيل أيضا. وحث أردوغان اللبنانيين على التفاهم لحل خلافاتهم بشأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.مؤكدا التزام تركيا بالتنسيق مع الدول العربية وخاصة السعودية وسوريا لحل أزمة محكمة الحريري والحفاظ على استقرار لبنان .
و ذكرت وسائل اعلامية أجنبية، أن الأمر الأهم هو أن تصريحات أردوغان السابقة لا تنبع أهميتها فقط من أنها انطلقت من أرض لبنان وإنما هي تبعث أيضا برسالة تحذير واضحة لإسرائيل بأن أي حرب مقبلة ستكون شاملة وهذا ما أشار إليه صراحة وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤخرا . حيث كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قد حذر في 3 فيفري الماضي، إسرائيل من أن أي حرب ضد سوريا ستتحول إلى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الإسرائيلية وما أعقبها من لقاء ثلاثي جمع الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في دمشق في 25 فيفري الماضي هي أمور ترجح أن أية مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة في المنطقة، لن تكون في جبهة واحدة مثلما حدث في حربي ديسمبر 2006 وغزة 2008 . و أشارت ذات المصادر الاعلامية، أنه رغم كل الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعملية عسكرية كبرى سواء ضد لبنان أو سوريا أو حزب الله أو ضد حماس وغزة أو ضد إيران، فإن تنفيذ تلك الحرب ليس سهلا، حيث أن القرار مرتبط بموافقة أمريكية، موضحة أن إسرائيل لا يمكنها أن تشن أية حرب بدون ضوء أخضر من واشنطن، و أن الأمريكيين يدركون جيدا أن أية حرب على إيران أو على حزب الله ستكون نتائجها وخيمة .