تأكد للمرة الألف بأن العلاقة بين لاعبي المولودية أنفسهم ليست على ما يرام وبعيدة كل البعد على روح التضمان والأخوة التي كانت قوة الفريق الموسم الماضي، فالذي حدث في غرف تغيير الملابس بعد نهاية "الداربي" يؤكد بأن الأوضاع مرشحة للانفجار في أية لحظة مادام أن الأمر وصل إلى حد التشاجر بالأيدي بين عنصرين يملكلان الخبرة الكافية ويعتبران من ركائز التشكيلة ونعني بهما كودري وزماموش اللذين كان من المفترض أن يعطيا المثل الحسن لبقية اللاعبين. مضوي وبن عامر فكّا الشجار بصعوبة مباشرة بعد نهاية المباراة أمام شباب بلوزداد حمل كل من زماموش وكودري المسؤولية إلى بعضهما في إحدى اللقطات التي كاد على إرثها المنافس يسجل الهدف الثاني قبل أن يستمر الخلاف إلى غاية الدخول إلى غرف تغيير الملابس، فقد سمع صوت زماموش وهو يصرخ وعندما سألنا أمس في الأمر أكد لنا أحد المقربين من الفريق أن شجارا عنيفا وقع بين زماموش وكودري وصل على التشابك بالأيدي، ليتدخل المدرب المساعد مضوي ومدرب الحراس بن عامر اللذان لم ينجحا في فك النزاع إلا بصعوبة كبيرة أمام مرأى بقية اللاعبين. الخلاف عميق وسبق أن تشابكا في الخروب حتى وإن كان للنتيجة السلبية المسجلة في "الداربي" تأثير في معنويات كودري وزماموش اللذين فقدا أعصابهما، إلا القضية بينهما لا تتعلق بنتيجة لقاء فقط بل إن الخلاف بينهما أعمق، ففي جل الفرق يحدث أن يتشابك لاعبون من الفريق نفسه بسبب نتيجة مباراة لكن كل شيء ينتهي بينهما فيما بعد بعدما تهدأ أعصابهما، لكن بين زماموش وكودري الأمر يختلف طالما أنها ليست المرة الأولى التي يتشابكان فيها بل سبق أن دخلا في شجار بالأيدي في الفندق حتى قبل المباراة حدث ذلك عشية مواجهة الذهاب أمام جمعية الخروب في فندق "قوس قزح". ما حدث لا يخدم لا المولودية ولا صورة اللاعبين كل هذا يؤكد بأن زماموش وكودري لا يتفاهمان لا داخل الميدان ولا خارجه بسبب قضية قد تكون قديمة ولكن مهما يكن الأمر والمبررات إلا أن الذي يحدث يسيء إلى المولودية ولا يخدمها مثلما لا يخدم زماموش الذي يعتبر لاعبا دوليا ولا كودري الذي استدعي من قبل لمنتخب المحليين، أضف إلى ذلك فإن التشكيلة في غنى عن مثل هذه الخلافات التي لا تفيدها في شيء وتعكر صفو العلاقات التي تربط اللاعبين وتؤثر بالتالي تأثيرا مباشرا على نتائج الفريق. زماموش يقرّر المغادرة في نهاية الموسم وحسب ما أسّر به مصدرنا فإن زماموش يكون قد أعلن إلى مقربيه بأن هذا الموسم هو الأخير له في المولودية ولن يجدّد عقده الموسم القادم، حيث برر ذلك بكون الجو السائد في المجموعة لم يعد يشجّعه على البقاء ومن الأفضل له تغيير الأجواء حتى لا تتكرر الأحداث نفسها لكنه لم يرد الإعلان رسميا عن المغادرة إلى ما بعد نهاية الموسم الجاري. هناك انقسامات وخلافات أخرى بين اللاعبين قد تنفجر في أية لحظة إذا كان الخلاف بين زماموش وكودري قد انفجر وانكشف إلى العلن فإن الحقيقة التي وقفنا عليها مع مرور الأيام هي أن انقسامات خطيرة تحدث في المجموعة تبقى في الخفاء وقد تنفجر في أي لحظة، فهناك بعض اللاعبين لا يتحدثون فيما بينهم أصلا وهم الذين كانوا الموسم الماضي فقط أكثر من الإخوة ولا يفارقون بعضهم البعض حتى خارج الميدان إلى حد أن انقسم الفريق إلى تكتلات ذكرتنا بمولودية "عام الهبطة" عندما كان الفريق منقسما على ثلاثة تكتلات كل تكتل يسير مع مجموعة من المسيرين. الإدارة تكتفي بدور المتفرج والمولودية نالت اللقب لقوة المجموعة يحدث كل هذا أمام دراية الإدارة التي هي على علم بكل صغيرة وكبيرة لكنها تكتفي بدور المتفرج دون اتخاذ قرارات ردعية مادام أن مصلحة الفريق تفوق كل الاعتبارات، فالجميع يعرف بأن سر قوة المولودية الموسم الماضي كان في روح المجموعة وتضامن اللاعبين فيما بينهم في السراء والضراء، فكان هذا العامل من بين أهم أسباب تتويج المولودية باللقب لكن هذه الميزة غابت هذا الموسم فوجد اللاعبون أنفسهم يضيعون كل أهدافهم ويصارعون من أجل البقاء والمسؤولية يتحملونها هم بالدرجة الأولى لأنهم من يصنع القرار في الميدان وهناك مباريات ضيعوا فيها نقاطا سهلة لم يكنوا في حاجة أبدا إلى خطة المدرب أو دعم الأنصار للفوز بها على غرار مباراة الخروب في الرويبة.