يبدوأن الضغط الذي فرضته جمعية رؤساء الأندية المحترفة على مسؤولي الكرة بدأ يؤتي أكله، حيث اعترف وزير الشباب والرياضة بأحقية المطالب التي رفعها هؤلاء وقدم سلسلة من الحلول المستعجلة في خطوة لمحاولة امتصاص غضب الرؤساء ومواصلة ما تبقى من مباريات البطولة في هدوء تام على الأقل إلى حين نهاية الموسم الحالي ومن ثم العمل على تنظيم الأمور أكثر خلال فترة ما قبل بداية الموسم الجديد، وبما أن المشكل الأكبر الذي انتفض من أجله الرؤساء يكمن في الجانب المالي، فإن الوزارة سارعت إلى تجسيد وعودها الماضية على الواقع مع تقديم الضمانات، حيث ستتمكن الأندية ابتداء من اليوم من سحب الصك الخاص بشراء الحافلات التي تتكفل بنقلها في مختلف التنقلات، إذ بلغت القيمة المخصصة لها عشرة ملايين دينار مع ترك الحرية لمسؤولي الأندية بخصوص الطراز والنوعية، هذا ويذكر أن الأندية التي تملك عقد اتفاق مع شركة الإتصالات نجمة قد تحصلت على حافلات فخمة كهدية من المتعامل. وأكثر من ذلك، فإن الرؤساء طالبوا من الوزارة الوصية بضرورة تقديم مساعدات مالية لفك الخناق على الأندية التي تعاني كثيرا من ناحية صرف أجور المدربين واللاعبين وكافة المشتغلين بها فضلا عن ثقل المديونية الذي يعتبر مشكل عويص يؤثر بصفة مباشرة على نتائج الأندية، حيث كثيرا ما يلجأ الرؤساء إلى بيع أفضل العناصر من أجل الإستفادة من أموال تحويلها، وفي هذا الإطار، أكد الوزير أن الدولة خصصت قيمة خمسة ملايير كإعانة لكل نادي محترف. تشييد مرافق جديدة ومراكز تكوين للأندية أكبر تحد أمام الوزارة
وبالإضافة إلى المشكل المالي، فقد طرح الرؤساء مسألة غياب المرافق التكوينية التي تعتبر العمود الفقري لمشروع الإحتراف، فأغلب الأندية لا تتوفر على ملاعب خاصة بها تتدرب فيها مختلف أصنافها بحرية تامة دون ضغط من أندية أخرى على غرار ما يحدث لبعض الفرق العاصمية، وهذا دون الحديث عن المرافق الأخرى مثل مراكز التكوين التي تعد واجهة أساسية للنادي المحترف، وقد طرح هذا المشكل بحدة على مستوى العاصمة لكونها لا تتوفر على قطع أرضية كافية لبناء مرافق رياضية جديدة خاصة وانها تحصي عدد كبير جدا من الاندية في مختلف الأصناف بينما لا تجد فرق المدن الأخرى أي مشكل من هذا الجانب، من خلال الإتفاق الذي وقع بين الوزارة والسلطات المحلية التي تملك قرار منح الأراضي. الدولة تنهي متاعب الأندية من مصاريف التنقلات الداخلية والخارجية ومن جهة أخرى، تكللت المفاوضات بين رؤساء الأندية والوزارة بتلبية هذه الأخيرة لمطلب النقل المجاني للاندية المحترفة عبر الخطوط الجوية الجزائرية سواء داخل الوطن أوعبر سفريات إلى أدغال إفريقيا بالنسبة للفرق التي تشارك في مختلف المنافسات القارية، حيث يعتبر هذا الجانب من أكبر المشاكل التي كانت تعترض الاندية لأنه يلتهم أموال ضخمة، وبالمقابل استفادت الأندية من الإعفاء الضريبي لمدة خمس سنوات بعد الإتفاق الذي وقع مع وزارة المالية، وبالتالي فإن الاندية المحترفة يمكن لها أن تتنفس قليلا بهذه الإجراءات.
رؤساء الأندية المحترفة: " هذه أولى ثمار الجمعية التي أسسناها" وقد عبر الكثير من الرؤساء عن ارتياحهم للقرارت التي اتخذتها الوزارة، حيث اكدوا أنها أولى ثمار الإتحاد الذي وقع بينهم من خلال إنشاء جمعية خاصة بهم، وأوضحوا كذلك أنهم سيعملون على تحقيق مطالب أخرى مستقبلا من أجل اللحاق بركب الأندية المحترفة من دول الجوار والتي قطعت أشواطا معتبرة من هذا الجانب وبالتلي تطوير مستوى البطولة المحلية، ومن جهته، أكد كان رئيس الفاف محمد روراوة قد اكد من قبل أن هناك عدة نقائص لكون مشروع الإحتراف يزور الجزائر لأول مرة وهي تجربة فتية من الواجب تطويرها، وركز كثيرا على المعاناة التي تعيشها الأندية من الجانب المالي مؤكدا أنه من واجب الدولة تقديم كل الإعانات اللازمة لأنها شرط أساسي لإنجاح مشروع الإحتراف.