قال مفوض الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين امس الاربعاء ان الحكومة الليبية ربما تكون تعمل على طرد المهاجرين قسرا في محاولة لإغراق أوروبا بهم. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد حذر في وقت سابق زعماء الدول الأوروبية الذين يؤيدون حركة المعارضة ضد حُكمه المستمر منذ 41 عاما من أنه سيطلق موجة من المهاجرين ضد أوروبا ردا على الضربات العسكرية التي تستهدف بلاده. وسبَبَ وصول أعداد كبيرة من المهاجرين الفارين من ليبيا توترات بالفعل بين دول الاتحاد الاوروبي وقالت ايطاليا التي وصل اليها أغلب المهاجرين انها يجب ألا تتحمل العبء كله وحدها. وقال انطونيو جوتيريس مفوض الاممالمتحدة السامي لشؤون اللائجين خلال مؤتمر في باريس "هناك عناصر تجعلنا نفكر أن على الاقل بعض الاطراف المتورطة فيما يحدث اليوم في الاجزاء الغربية من ليبيا ربما تحاول استخدام سلاح اجبار الناس على الاتجاه الى أوروبا. وسبَبَت الحرب بؤسا لعشرات الالاف أجبروا على الفرار برا أو بحرا ويخشى أن يكون مئات المهاجرين من شمال افريقيا قد لقوا حتفهم لدى محاولة الوصول الى الشواطيء الايطالية. وتقول منظمة الهجرة الدولية ان أكثر من عشرة الاف وصلوا لجزر ايطالية منذ اندلاع الاضطرابات في شمال افريقيا في وقت سابق من العام الجاري منهم نحو ألفين في مطلع الاسبوع الماضي وحده وقال مهاجرون ان جنودا ليبيين كانوا يطلقون أعيرة تحذيرية أجبروهم على ركوب قوارب عنوة. وقال آخرون انه على الرغم من أنهم لم يضطروا رسميا لدفع مقابل عبورهم فقد تم تجريدهم من ممتلكاتهم ومدخراتهم. ومضى جوتيريس -وهو رئيس وزراء برتغالي سابق- يقول "هناك مسألة واضحة بالتحديد.. هناك عدد من الناس لا يتلاءم على الاطلاق مع (أحجام) القوارب وأيا كان الذي ينظم هذه التحركات يجب أن يعلم أن هناك مخاطر هائلة في غرق تلك القوارب... المسألة الثانية هي أن بعض الذين وصلوا يقولون انهم أجبروا على البقاء في القوارب." وتقول هيئات إغاثة ان شهود عيان تحدثوا عن غرق قارب يقل ما بين 500 و600 شخص في الاسبوع الماضي قرب طرابلس. وذكرت مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين انه قبل ذلك فان ما يقدر بنحو 800 شخص فقدوا اعتبارا من 25 مارس وما بعد ذلك بعد محاولة الفرار من ليبيا. وتابع جوتيريس أن نحو 750 ألف شخص أغلبهم من العمال المهاجرين فروا من ليبيا منذ فيفري . وفر نحو 50 ألف ليبي الى تونس لكن من أكبر القضايا حاليا اعادة توطين نحو ثلاثة آلاف اريتري وصومالي كانوا قد فروا بالفعل من بلادهم وظلوا عالقين على الحدود التونسية والمصرية ومضى يقول "قدمنا التماسا لوضع برنامج تضامني للتوطين لهؤلاء الناس ولم تكن الاجابة طيبة. نأمل أن يقدم العالم المتقدم شيئا أكثر ايجابية." وتريد فرنسا ودول أخرى بالاتحاد الاوروبي منع المهاجرين الفارين من الاضطرابات في شمال افريقيا من الانتشار في أنحاء دول الاتحاد الاوروبي مما سيحدث انقساما في الاتحاد حول الطريقة التي يجب التعامل بها مع القضية. ومن المسائل التي تشعل الجدل حول هذه القضية مطلب ايطاليا بضرورة أن تساعدها دول أخرى بالاتحاد الاوروبي على التكيف مع الاف المهاجرين الذين وصلوا الى شواطئها هذا العام. وقال ان الجدل "يكشف رد فعل غير متلائم مع الحدث.... نتحدث عن 30 ألف شخص مقابل 1.7 مليون لاجيء موجودين في باكستان." كما قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي امس الاربعاء إن الاتحاد يعتزم فتح مكتب في مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها المعارضون لتسهيل وصول المساعدات الى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة. وقالت اشتون أمام البرلمان الاوروبي "أعتزم فتح مكتب في بنغازي حتى يتسنى لنا تقديم الدعم الذي تحدثنا عنه الى الشعب... لدعم المجتمع المدني ودعم المجلس الوطني الانتقالي المؤقت." وأضافت أن الدعم الاوروبي سيشمل المساعدة في اصلاح القطاع الامني وبناء المؤسسات وقالت اشتون "نريد ان نساعد في التعليم والرعاية الصحية وأمن الحدود."وكررت دعوة الاتحاد الاوروبي للزعيم الليبي معمر القذافي للتنحي.وقالت "دعونا نكون واضحين.. يجب على القذافي التنحي عن السلطة يجب ان ينهي نظامه."