استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دوميزيير أمس، مشاركة ألمانيا في أي عملية عسكرية محتملة لحلف الأطلسي في سوريا، فيما شهدت عدة مدن سورية مظاهرات ليلية تطالب بالحرية وإسقاط النظام. وذكرت مصادر إعلامية أمس، أن مدينة برزة في دمشق، شهدت مظاهرات مظاهرات ليلة السبت الأحد، رافعة شعارات مناهضة للنظام . فيما شهدت منطقة الكُسوة في محافظة ريف دمشق مظاهرة ليلية هتف المتظاهرون فيها بشعارات تدعو لإسقاط النظام. وبدورها شهدت منطقة باب الدريب في حمص مظاهرة ليلية جديدة طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام. أما في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا فقد تحولت جنازة متظاهر قتل برصاص قوات الأمن إلى مظاهرة حاشدة ضد النظام. وفي حَرَسْتا شيّع جموع من السوريين جنازتي شخصين قتلا في مظاهرة سابقة، كما شهدت مدينة دوما في محافظة ريف دمشق تظاهرة خلال تشييع أحد القتلى من المتظاهرين، وردد المشاركون فيها شعارات مماثلة. يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه ناشطون سوريون إن الجيش السوري اقتحم أمس الأول، منطقة بداما التابعة لمحافظة ادلب الواقعة على الحدود مع تركيا . ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن "الجيش السوري اقتحم أمس الأول منطقة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمعت أصوات إطلاق أعيرة نارية".
مضيفا أن نحو5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب، انتشرت على مداخل المدينة . وفي هذا السياق، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دوميزيير مشاركة ألمانيا في أي عملية عسكرية محتملة لحلف الأطلسي في سوريا. وقال الوزير الألماني المقرب من المستشارة انجيلا ميركل في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" "في مطلق الأحوال، لا اعتقد أن مجلس الأمن سيصدر قرارا مماثلا (مشابه لقرارين يتعلقان بليبيا) بالنسبة لسوريا". ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن تعثر الجهود المبذولة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانة سوريا التي تشهد مظاهرات منذ منتصف مارس الماضي.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن جوبيه، عقب لقائه نظيره الألماني جيدو فيسترفيلله في مدينة بوردوغرب فرنسا أن بلاده تبذل جهودا مشتركة في الوقت الراهن مع بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية لجمع اكبر قدر من الأصوات المؤيدة للقرار.داعيا بقية الدول الاعضاء في مجلس الامن إلى ادانة طريقة التعامل مع مظاهرات المعارضة في سوريا. وكانت بريطانيا، دعت أمس الأول رعاياها إلى مغادرة سوريا فورا على متن الرحلات التجارية محذرة من أن سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع أكثر.محذرة أولئك الذين يختارون البقاء في سوريا أوالتوجه إليها بالرغم من تحذيرها، عليهم ان يعلموا انه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم اي خدمة قنصلية عادية في حال حدوث تدهور جديد للأمن العام". وتأتي التطورات بعد يوم من مقتل 19 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مظاهرات تطالب بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد في أكبر احتجاجات منذ تفجر الاضطرابات في مارس الماضي وذلك وفقا لناشطين سوريين.