صدر عن دار الحبر، ديوان شعري للكاتب الشاعر والصحفي عز الدين ميهوبي، بعنوان 'رباعيات' والذي يحوي العشرات من القصائد الحرة المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، ولقد أدى ترجمتها الوافية إلى الفرنسية كلا من الدكتور الأستاذ سعيد جاب الله والأستاذ عاشور فني اللذان جعلا شعره يغدو أكثر جمالا من خلال تمسكهما بالمكونات الجمالية الأولى ذات الإيقاع الأسر، في محاولة من صاحب ديوان 'في البدء كان أوراس' لإيصال الأدب الجزائري إلى حضن جمهور واسع . وتناول الديوان الشعري 'رباعيات الذي جاء' في 135 صفحة من القطع المتوسط، حالات شعرية تنطلق من الذات لتسبح في عوالم المجتمع والسياسة والروحانيات ومخالجة القلب وما يعتريه من كدر وفرح، وذلك بلغة شعرية رقيقة تنهض على مواصفات جمال العبارة وجودة النسج وكأنه يتعهدها بالتهذيب قبل أن يصقل قصيدته نهائيا. ولقد اختار'ميهوبي' لعناوين قصائده معاني قد تعبر حينا عن مضمون القصيدة وقد تخالفه، من ذلك 'غربة'، 'حوار'، 'لاهبة'،' نار'،'عشق'، 'جنون'، 'رحيل'،'ندم'، 'حب'، 'هجرة' وغيرها من العناوين التي يشترك بعض مضامينها مع أخرى، بحيث تظهر للقارئ وكأنها انبثقت من بعضها البعض. ونلاحظ في لغة هذه الكتابة أن الشاعر ميهوبي يصطنع لغة شعرية سليمة ويستعمل الروابط ليوظفها في الإيقاع من الوجهة الجمالية لتقرر في أذهان المتلقين حتى تظل عالقة بالذاكرة. بإيجاز سيظل الكاتب عزالدين ميهوبي غزير الفيض عندما يقول شعرا، أما ديوان 'رباعيات' فيحتاج لقراءة متأنية معمقة من قبل النقاد بحكم إعتماده على إطار شعري غير متقيد بالصور الشعرية المكثفة، ومحتفظا على أناقة الديباجة النسجية.