في ظل تدني المستوى المعيشي للعديد من الأسر والعائلات الجزائرية وموجة الارتفاع الجنوني لأسعار المنتوجات ، تشهد أسواق الوطن المتخصصة في بيع الملابس والأحذية البالية أو ما يعرف في الأوساط الشعبية بأسواق البالة توافدا كبيرا عليها في الفترة الأخيرة تحسبا لحلول عيد الفطر المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قلائل . فضل الكثير من أرباب العائلات ذات الدخل الضعيف والمتوسط التجوال بأسواق البالة المنتشرة عبر ربوع الوطن لعلهم يجدون ما يليق من ملابس العيد والدخول المدرسي لفلذات أكبادهم لا سيما و أن أسواق بيع الملابس قد التهبت تحسبا للعيد حيث تجاوزت فيها أسعار بذل العيد من 3500 إلى 5000 دينار جزائري وهي بذل خاصة بشريحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 10 سنوات وكلما ارتفع المعدل العمري ارتفعت الأسعار وكأن التجار والباعة يحسبون العمر لا المنتوجات وهو ما أرق كاهل العديد من العائلات هذا ناهيك عن وصول بذل الأطفال الذين تفوق أعمارهم 12 سنة إلى سقف 7000 دج على غرار الأحذية حيث عبرت الكثير من النسوة التي صادفناهن وهن يتجولن بالمحلات التجارية وبعض الأسواق أن كسوة طفل واحد من العائلة يكلف مرتبا كاملا حيث احتارت النساء في إرشاد نفقات ما تبقى من الشهر الكريم وحلويات العيد والملابس والأدوات المدرسية حيث فضلت الكثير منهن هذه السنة الإستغناء عن أطباق الحلويات والاكتفاء باقتناء ملابس العيد التي ستكون هي ملابس الدخول المدرسي الذي يلي أيام العيد . وأمام الغلاء الفاحش الذي تواجهه العائلات اضطرت إلى إقتناء الملابس والأحذية من أسواق البالة بأسعار منخفضة وتتناسب مع الدخل الفردي لتلك العائلات وإن كانت بالية إلا أنها ستعمل على إدخال الفرحة على وجوه العديد من الأطفال الذين ينتظرون بشغف حلول العيد ، وفي هذا السياق نقم العديد من العارفين إقدام العائلات على سوق البالة رغم ما قد تحمله من أمراض أو إحباط في نفوس الأطفال في بلاد العزة والكرامة ومئات حقول البترول محملين الأمر إلى الوصاية هذا في الوقت الذي تنتظر فيه العائلات الفقيرة هدية عيد لأطفالها من ذوي البر والإحسان وكذا الجمعيات الخيرية.