يشرف رمضان المعظم على الانتهاء إذ لم يتبق منه سوى أسبوعا واحدا ليجد الآباء أنفسهم في مواجهة مصاريف إضافية أخرى مع ما تبقى من دخلهم لتسيير الأيام الأخيرة من هذا الشهر الكريم و شراء ملابس العيد لأطفالهم و الأدوات المدرسية ترقبا للدخول المدرسي. و يصادف الدخول المدرسي عيد الفطر للمرة الثانية على التوالي وهي مصادفة لم يكن يتمناها بعض المواطنين الذين التقتهم (وأج) في مختلف أسواق العاصمة. و في هذا الشأن أكدت مرفوقة بطفليها ولد في 15 من عمره و بنت تدخل المدرسة للمرة الأولى تقول : "هذه المرة ستكون ألبسة العيد هي نفسها ألبسة الدخول المدرسي و لكن هذا ليس له أهمية بالنظر إلى ارتفاع ثمن الملابس و الأدوات المدرسية". و أضافت هذه التي جاءت لتفقد وجهات سوق الملابس على مستوى القبة أن "ثمن ملابس الأطفال يبدو و أنها أكثر ارتفاعا من ملابس الكبار". و أردفت تقول "يجب توفير ما بين 6000 و 7000 دينار لاقتناء الملابس لطفل واحد في التعليم المتوسط و تزويده بالأدوات الضرورية علما أن ثمن سروال لا يقل عن 1600 دينار و الحذاء لا تقل عن 2000 دينار و القميص ما بين 800 و 1000 دينار ". و لا يختلف الوضع كثير في الأحياء الأخرى للعاصمة حيث نجد ثمن الملابس و الأدوات المدرسية مرتفعة. و تجد بعض المواطنين رغم شكاويهم من ارتفاع الأسعار يواصلون شراء الملابس لإرضاء أطفالهم حتى و إن تطلب الأمر صرف كل دخلهم الذي لم يتبقى منه الكثير جراء المصاريف خلال شهر رمضان الكريم. و أكدت أخرى تم الالتقاء بها داخل محل للملابس المستوردة بشارع حسيبة بن بوعلي (وسط العاصمة) تقول في هذا الصدد "ان الأسعار مرتفعة جدا خاصة الملابس ذات العلامات التجارية المشهورة أو النوعية العالية لكن ليس لدي الخيار فإبنتي يجب أن ترتدي ملابس جيدة بمناسبة دخولها الثانوية للمرة الأولى". و لا تعد محلات الملابس ذات العلامات التجارية المشهورة الوحيدة التي تمكنت من استقطاب المواطنين فحتى المحلات التي تبيع المنتوج الوطني تشهد توافدا لعدد لا يستهان به من المواطنين و هذا رغم أن نوعية المنتوج الوطني أقل من المنتوجات الأخرى. و بهذا تمكنت ألبسة المودا "المصنوعة في الجزائر" لكلا الجنسين و بأسعارها المقبولة من مواجهة العولمة و خاصة منافسة المنتوجات المصنوعة في الصين. وصرح بائع ملابس أطفال بسوق دويرة (الضاحية الغربية للجزائر العاصمة) أنه ""واضح أن هذه الملابس مقلدة لعلامات تجارية كبرى لكنني أضن أن الكثير من الأشخاص يجدون هنا ما يناسبهم". وتثير الملابس المعروضة من قبل هذا التاجر بأسعار معقولة اهتمام العائلات ذات الدخل الضعيف خاصة في هذه الفترة (أعياد و دخول مدرسي). و على غرار العديد من المحلات الأخرى أكد هذا التاجر أنه يمون نفسه لدى شركات صناعة النسيج و الأحذية خاصة متمركزة في مختلف مناطق العاصمة. و قد شهدت صناعة النسيج ازدهارا خلال السنتين الماضيتين بحيث أصبح الجزائريون يولون أهمية كبيرة للألوان الوطنية (بذلات رياضية و رايات و أقمصة) بعد تأهل الخضر الى كأس العالم 2010. و حسب نتائج تحقيق أنجزه الديوان الوطني للإحصائيات لدى أرباب العمل تم نشره في شهر أبريل المنصرم فان النشاط الصناعي في مجال النسيج و الجلود قد واصل ارتفاعه خلال الثلاثي الرابع من سنة 2009 . و رغم ارتفاع أسعار النسيج و استقرار أسعار الجلود فان الطلب على المنتوجات المصنعة قد ارتفع. و من جهة أخرى شهدت أسعار المواد الدراسية ارتفاعا معتبرا يعود أساسا حسب البائعين بالجملة الى تراجع العرض في صناعة الورق بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008-2009. و ارتفعت أسعار الكراريس بمختلف أحجامها بنسبة 15 الى 25 بالمئة بالمقارنة بالدخول المدرسي السابق. و خلال هذه الفترة التي تواجه خلالها الأسر مصاريف مزدوجة ترقبا للعيد و الدخول المدرسي فان العائلات المعوزة تنتظر بفارغ الصبر المنحة الدراسية الخاصة التي أقرها رئيس الجمهورية و التي تقدر ب 3000 دينار لكل تلميذ. و حسب وزارة التربية الوطنية فانه سيستفيد حوالي ثلاث مليون تلميذ من هذه المنحة بمناسبة الدخول المدرسي 2010 بحيث يبلغ الظرف المالي المخصص لهذا المجال 900 مليار سنتيم. و بالنظر الى التوجهات الحالية للسوق فان هذه المنحة لن تتمكن من تغطية سوى جزء صغير من المصاريف المتعلقة بالتمدرس.