تفشّت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة الغش وفبركة العلامات الأجنبية لمواد التجميل والعطور والأدوية، التي أصبحت تباع في أسواق المدية، البليدةوالجزائر العاصمة وكأنها مواد أصلية، فمعظم الباعة يضعون أسعارا متفاوتة أو مماثلة للأدوية ومواد التجميل الأصلية والمغشوشة والتي تحمل نفس العلامات التجارية واللون والحجم، بهدف بيع مواد التجميل والأدوية للزبائن على أنها أصلية رغم أنها في حقيقة الأمر مغشوشة ومشتراة في الأصل بأبخس الأثمان خاصة من التجار الفوضويين. وقد أفادت مصالح الجودة وقمع الغش أنه لا يوجد شركات وأماكن وهمية غير معروفة تنتج وتسوق هذه المواد. وتنتشر بأسواق المدية، البليدة، الجزائر محلات لا تعد ولا تحصى متخصصة في بيع الأعشاب الطبية وأدوية النحافة وكريمات خاصة التي يتهافت عليها الناس. وقد استقبلت مصلحة الأمراض الجلدية بهذه الولايات حالات يومية من النساء اللواتي تعرضن لإصابات ناتجة عن استعمال كريمات مغشوشة وأدوية غير معروفة بمركبات مختلفة، حيث أصيبت أغلب النساء باحمرار والتهاب بشرة الوجه، هذا بالإضافة إلى ظهور مضاعفات خطيرة ناتجة عن تناول أدوية النحافة مثل ضيق التنفس وأوجاع المعدة. وقد حذّر عدة أطباء مختصون في الأمراض الجلدية وكذا أطباء الأمراض الصحية من أخطار استعمال كريمات التجميل التي تحمل ماركات عالمية وكذا المواد الواقية من أشعة الشمس المقلّدة دون وصفات طبية، هذا بغض النظر عن أدوية النحافة والسمنة وغيرها دون الاستعانة بطبيب مختص كون استعمال هذه المواد قد يتسبب في أمراض قد لا يحمد عقباها. وبالمقابل، فقد صرحت مصادر ل "الأمة العربية" من مديريات التجارة بالمدية، البليدةوالجزائر العاصمة أن مواد التجميل والزيوت بأنواعها وكذا الأدوية المختلفة المعروفة بالأسواق ليست محل مراقبة بل "مصالحنا ملزمة بمراقبة الصيدليات فقط". للعلم، فإن هذه النوعية من الكريمات والأدوية أصبحت تعرض بطريقة عادية داخل الصيدليات دون وجود أي رقابة. وتجدر الإشارة إلى اكتساح المحلات بدواء السمنة المعروف ب"السريع" الذي بلغ ثمنه 7000 دج دون سحبه من الأسواق رغم خطورته. وأمام هذه الكارثة التي أغرقت السوق بهذه المنتوجات الخطيرة على الصحة، نوجه نداء إلى النقابة الوطنية للصيادلة عبر جريدة "الأمة العربية" وكذا مديريات التجارة بالمدية، البليدةوالجزائر إلى ضرورة أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، والذي أصبح ينتشر يوميا عبر الأسواق والأرصفة بطريقة غير شرعية في غياب الردع.