أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية نفذت، منذ فجر أمس، عمليات أمنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور (شرق) تخللتها مداهمات وإطلاق نار كثيف، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وذلك مع استمرار المظاهرات المؤيدة للمجلس الوطني السوري الجديد. وقال المرصد في بيان له، ان الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات واسعة في شارع إبراهيم بمدينة دوما تترافق مع تعذيب في الطرق العامة وإطلاق رصاص كثيف.وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن مدينة دير الزور، نفذت فيها قوات الأمن حملة مداهمات في شارع التكايا وشارع النهرين بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية، وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. فيما أعلنت من جانبها لجان التنسيق المحلية أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة سراقب في محافظة إدلب وسط إطلاق نار كثيف، في الأثناء تواصل خروج المظاهرات في مناطق عدة من سوريا تأييدا للمجلس الوطني السوري الذي شكل في إسطنبول أمس الأول مترافقا مع مقتل 12 شخصا على يد قوات الأمن والجيش.وقد شهدت بعض أحياء دمشق مظاهرات ليلية تضامنا مع مدينة الرستن التي اقتحمتها قوات الأمن السورية وكذلك دعما للمجلس الوطني الذي تم تشكيله في إسطنبول. كما شهدت مناطق متفرقة من محافظة إدلب الشمالية مظاهرات مماثلة، وخرج العديد من أبناء محافظة دير الزور إلى الشوارع دعما للمجلس الوطني.وقد أعلن المتظاهرون في البياضة والحولة بحمص دعمهم للمجلس الوطني السوري الذي أُعلن عنه في إسطنبول. وكرروا في هتافاتهم المطالبة بحماية دولية للمدنيين. كما شهدت أحياء في مدينة حمص وبعض المناطق المجاورة لها مظاهرات عبر المشاركون فيها عن دعمهم للمجلس الوطني المعارض.ووصل عدد القتلى أمس الأول إلى 12 شخصا على يد قوات الأمن، اثنان منهم في إدلب نتيجة التعذيب, بينما قتل آخرون في كلّ من حمص، وخان شيخون وكفر نبودة في إدلب، وفي الجيزة بدرعا وفي حي القدم بدمشق. بحسب مصادر اعلامية .وتتعرض تلبيسة في محافظة حمص إلى قصف من قبل الجيش بعد سيطرته على الرستن التي تبعد 160 كلم شمال دمشق وتقع في محافظة حمص، إثر عدة أيام من المواجهات مع مجموعة منشقة عن الجيش.وقالت الهيئة العامة للثورة إن أكثر من مائة وثلاثين شخصا قتلوا خلال اقتحام الجيش للرستن بينهم نحو عشرين طفلا قتلوا رميا بالرصاص.وقال ناشطون إن قوات الأمن والجيش التي اقتحمت الرستن اعتقلت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من سكانها، واحتجزتهم في مدارس. وكان أفراد الكتيبة قد أعلنوا انسحابهم من المدينة بسبب القصف وفقا لتقديرات ناشطين. ووصف المرصد السوري الوضع في المدينة بأنه بالغ السوء، مشيرا إلى دفن جثث بالحدائق، وتدمير عدد من المنازل، في حين تحدثت وكالة الأنباء السورية عن عودة الهدوء والأمن إلى المدينة بعد قتل عدد كبير من أفراد "العصابات الإرهابية"وقد وقعت انشقاقات في صفوف الجيش في مناطق بمدينة حماة. كما اعتصم المحامون بحلب، ظهر أمس الأول، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين. وكان ضابط رفيع المستوى منشق عن الجيش السوري قال، في وقت سابق، إن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش، وإنهم يهاجمون الشرطة التي تجبر الناس على الولاء للرئيس بشار الأسد.