قوّات الأمن تكثّف قمعها مظاهرات ليلية حاشدة في سوريا أفادت منظّمات حقوقية أمس الثلاثاء بأن أجهزة الأمن السورية تواصل حملاتها في عدد من المدن السورية، حيث اعتقلت عددا من الاشخاص على الرغم من إلغاء حالة الطوارئ في البلاد، بينما استمرّ المحتجّون في التظاهر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين· وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن (تظاهرة نسائية خرجت الاثنين في الزبداني بريف دمشق)، وإشار إلى أن (تلاسنا حدث بين قوّات من الجيش وأخرى من الأمن بعد انتهاء المظاهرة تلاه إطلاق رصاص كثيف جدّا استمرّ لمدّة ربع ساعة)، من دون أن يتحدّث عن اصابات· وأضاف المرصد أن (تظاهرة نسائية خرجت الاثنين في دوما شارك فيها أمّهات ونساء المعتقلين قمن باعتصام في ساحة البلدية مطالبات بالإفراج عن المعتقلين فجاءت قوّات الأمن وهدّدتهن)، وتابع أن (المعتصمات رفضن التهديدات وبقين معتصمات، فجاء شباب دوما وطوّقوا الاعتصام لحمايته من أيّ اعتداء تعسّفي يمكن أن يقوم به رجال الأمن)، وأكّد أن (أحد أئمة المدينة تدخّل بعد ذلك ليطلب من النّساء فضّ الاعتصام خوفا من تصرّف أخرق يقدم عليه رجال الأمن فسارت التظاهرة النّسائية مع الشباب الموجودين في شارع الجلاء دون أن يسجّل أيّ اعتقال)· كما تحدّث المرصد عن تظاهرات ليلية في عدد من المدن السورية كان أضخمها في مدينة حماة (وسط) وشارك فيها عشرات الآلاف، كما جرت تظاهرات في ريف دمشق وحمص ودير الزور وادلب وريفها واللاذقية· وفي حمص (وسط) التي تشهد عمليات عسكرية في عدد من أحيائها منذ الأسبوع الماضي (تجدّد إطلاق النار من قبل عناصر تابعة للأمن باتجاه المنازل في حي باب سباع واحياء أخرى)، حسب المرصد، وأضاف أن (إطلاق نار سمع في أنحاء متفرّقة من المدينة)· وقال المرصد إن قوّات الأمن شنّت حملات اعتقالات في تل رفعت (ريف حلب) اعتقل فيها نحو 25 شخصا أضيفوا إلى نحو 15 آخرين ما زالوا رهن الاحتجاز، واشار إلى أن بعض المعتقلين (اعتقلوا رهينة بدلا من أحد أفراد الأسر المطلوبين)، من بينهم أحمد حراج بن حسن الذي أوقف بدلا من أبنائه وعبدو مريمني بن محمود الذي اعتقلته قوّات الأمن ثمّ أطلقت سراحه بعد أن سلّم ابنه نفسه للأمن· من جهته، قال رئيس المنظّمة الوطنية لحقوق الأنسان عمّار قربي في بيان إن (سوريا أصبحت سجنا كبيرا)، وأضاف أن (السلطات السورية ما زالت مستمرّة في نهج مسار الاعتقال التعسّفي وملاحقة النشطاء السياسيين والمثقّفين وبعض المواطنين السوريين وتدهم المنازل ممّا يشكّل انتهاكا صارخا للحرّيات الأساسية التي يكفلها الدستور السوري بالرغم من الأعلان عن إلغاء حالة الطوارئ)· وأشار قربي إلى (اعتقال محامين في حلب إثر اعتصامهم في نقابة المحامين، حيث تمّ ضربهم بالعصي الكهربائية وتكسير الكراسي على رؤوس البعض الآخر وإصابتهم، بالإضافة إلى تكسير كاميرا النقابة الموجودة أمام المدخل)، وطالبت (الأجهزة الأمنية بالكفّ عن الاعتقالات التعسّفية التي تجري خارج القانون واستخدام التعذيب الشديد على نطاق واسع، ممّا أودى بحياة الكثير من المعتقلين)·