اعتبر المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "طرق الإيمان: أبو مدين مشكاة على الدرب"، الأحد، بتلمسان، أن اسهامات هذا الرجل الصالح قد شملت كل العالم الإسلامي. وذكر الدكتور زعيم خنشلاوي، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، أن الإمتدادات الروحانية للشيخ أبي مدين شعيب "قد شملت كل العالم الإسلامي". وذكر المحاضر أن هذا الرجل الصالح الذي يعد من بين الأسماء "التي وطدت للتصوف في الأندلس والمغرب العربي"، عمل على نشر طريقته في مختلف الأقطار الإسلامية، حيث "امتدت مدرسته إلى مصر والشام ثم تركيا والبلقان"، كما إمتدت إلى "الهند وإيران وأفغانساتان وغرب إفريقيا، وخاصة السينغال". ويرى نفس المحاضر أن "جميع الطرق الصوفية" المتواجدة في بلاد المغرب العربي "تعود في الأصل إلى جذع واحد، وهي طريقة أبي مدين شعيب عبر الفرع الشاذلي". ومن جهته، سلط الأستاذ محمد بن طلحة الحسيني من الرابطة العلمية للأنساب والتكافل الإجتماعي بطنطا بمصر، الضوء على نسب الشيخ أبي مدين ودور أحفاده في نشر أفكاره ومبادئه بمصر ومدى تأثر المدارس الصوفية المصرية بهذا القطب. أما أحد أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني الأستاذ محمد فاضل الجيلاني من مركز الجيلاني للبحوث العليا باسطنبول (تركيا)، فقد تناول اللقاء التاريخي الذي جرى بين سيدي بومدين وعبد القادر الجيلاني بمكة المكرمة، مشيرا إلى أن ذلك يعد "نقطة إلتقاء التصوف المغربي والتصوف المشرقي". وللتذكير، ينتظم هذا اللقاء طيلة أربعة أيام من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، بالتنسيق مع جامعة "أبي بكر بلقايد" لتلمسان في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011"، بمشاركة باحثين وأساتذة جامعيين من 25 بلدا عربيا وآسياويا وأوروبيا وأمريكيا. وتتواصل أشغال الملتقى بتقديم عدة محاضرات تتناول "منابع التصوف المغاربي" و"طريقة أبي مدين ماضيا وحاضرا" و"إبن عربي والإرث المدييني" و"التصوف في العالم".