تحتضن مدينة تلمسان من 18 إلى 21 ديسمبر الجاري ملتقى دوليا حول الشيخ الصوفي أبو مدين شعيب في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 حسبما علم من المنظمين· وسيشارك في هذا الملتقى الذي اختير له شعار (طرق الإيمان أبو مدين: مشكاة على الدرب) أكثر من 70 باحثا وجامعيا مختصين في التصوف من الجزائر ومن 25 بلدا عربيا وآسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا وإفريقيا وأمريكا· وتتعلق المحاور التي سيتطرق إليها المشاركون أساسا ب(منابع التصوف المغاربي) و(طريقة أبي مدين ماضيا وحاضرا) و(ابن عربي والإرث المدييني) و(كينونة التصوف) و(التصوف في العالم) حسبما أوضحه لواج المشرف العلمي على الملتقى السيد زعيم خنشلاوي باحث في علوم الإنسان ومختص في التصوف· وتصبو هذه الندوة الأكاديمية إلى مطابقة علمية لظاهرة طرق الإيمان التاريخية على سبيل أبي مدين شعيب ناشرالإرهاصات الأولى للتصوف انطلاقا من بجاية إلى سائر بلاد المغرب وما وراءها· كما يعتزم المحاضرون -حسب المشرف العلمي- إلى إعادة تشكيل منهجي لهذا المسار الروحاني والجغرافي امتدادا من منهله الأول بالأندلس إلى باقي مناطق العالم عبر تتبع دقيق لأماكن إشعاعه ومواطن تمركزه مع إعطاء لوحة تفصيلية لشبكة فروعه وتشعب مسالكه عبر الزمان والمكان· وفي هذا السياق ذكر السيد خنشلاوي بأن روحانية الشيخ ابي مدين شعيب طبعت للأبد التصوف الجزائري والمغاربي، مضيفا أن الشيخ كان يبعث اتباعه لبث طريقته الصوفية في أنحاء العالم الإسلامي (المغرب وتونس والأندلس والإسكندرية والقدس واليمن ومكة) وغيرها من بلدان العالم· وأوضح أن مدرسة أبي مدين قد امتدت إلى مصروالشام وكذا الأناضول (تركيا) وبلاد البلقان خاصة في بلغاريا وكوسوفو وإلى ألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا، كما استطاعت أن تصل حتى إلى الهند وإيران وأفغانستان· كما ذكر المتحدث أن أبومدين شعيب (يعد بطريقة غير مباشرة شيخ بن عربي) بينما أخذ عنه مباشرة الولي الصالح التونسي أبو سعيد الباجي المعروف بسيدي بوسعيد كما كان له ارتباط بقطب المغرب عبد السلام بن مشيش· ولد الشيخ شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني المكنى أبو مدين سنة 1126 بإشبيليا (الأندلس) وعاش بفاس (المغرب) ثم ببجاية وتوفي بتلمسان سنة 1197·