أفاد مسؤولون عسكريون محليون، بأن أربعة مقاتلين إسلاميين قتلوا أمس في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان، التي تعتبرها دوائر الاستخبارات الغربية معقلاً لحركة طالبان وتنظيم القاعدة. وبحسب مصادر اعلامية، استهدفت الغارة عربة في منطقة ديغان التي تبعد 25 كلم عن ميرانشاه كبرى مدن ولاية شمال وزيرستان القبلية على الحدود مع أفغانستان، والتي تعتبر المعقل الرئيس للمقاتلين. ونقلت المصادر ذاتها، عن مسؤول في الأجهزة الأمنية الباكستانية، أن طائرة أمريكية بدون طيار أطلقت صاروخين على عربة، مما أدى إلى مقتل أربعة مسلحين، كما أكد مسؤولون في الاستخبارات الغارة والحصيلة. يذكر أنه عادة ما تستهدف هذه الطائرات المتمركزة في أفغانستان المجاورة والتابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" والجيش الأمريكي، منذ العام 2004 مقاتلين من حركة طالبان الأفغانية أو الباكستانية، بالإضافة إلى مقاتلين من تنظيم القاعدة في هذه المناطق القبلية، إلا أن تلك الغارات الأمريكية، تستهدف أحيانا كثيرة مدنيين، الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين الأبرياء جراء تلك الاعتداءات. وكانت صحيفة "إكسبرس تريبيون" الباكستانية قد نشرت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" قررت استئناف الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار في المناطق الباكستانية الحدودية قرب أفغانستان، وذلك بعد أن كانت علقتها إلى حد ما نهاية نوفمبر الماضي عقب مقتل 28 جنديًّا باكستانيًّا. وبحسب الصحيفة قالت مصادر: "الجانبان الأمريكي والباكستاني على وشك التوصل إلى اتفاق حول قواعد اشتباك جديدة لاستئناف الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار وتستهدف مشتبهًا بهم من تنظيم القاعدة وأشخاصًا يتعاملون معهم ويقيمون في المناطق القبلية، إلا أنها غالبًا ما تخلِّف ضحايا بالعشرات من المدنيين الأبرياء. وقال مسؤول لم تحدد الصحيفة هويته إن طائرات الاستطلاع التي تشغلها السي آي إيه من مقرها في لانجلي في ولاية فيرجينيا، قد تنطلق من قاعدة باغرام الجوية الأمريكية قرب كابول. وأشارت الصحيفة الباكستانية إلى أنه وعلى الرغم من أن اللجنة النيابية حول الأمن القومي لا تزال تعمل على وضع قواعد اشتباك جديدة مع الولاياتالمتحدة، إلا أن مسؤولين رفيعي المستوى في باكستانوالولاياتالمتحدة منشغلون في إجراء محادثات لتخفيف التوتر بين الدولتين. وذكر مسؤولون أن استئناف الغارات قد يخضع لشروط جديدة، وكشفوا أن المفاوضين الباكستانيين أقنعوا واشنطن بشرطين على الأقل هما أنه لا يجب أن تكون الغارات كثيرة مثلما كانت خلال العامين الماضيين وأن يتم تضييق المناطق التي تستهدفها الطائرات.