أنا ضعيف في اللغة الفرنسية ولكنني لست معقدًا منها - "الأمة العربية": لقد غبت كثيرًا عن الشاشة في السنوات الأخيرة، لماذا؟ - بسام: أنشط الحفلات ومهرجانات خارج الوطن، وعندما تتاح لي الفرصة مع التلفزيون الجزائري فأنا لا أرفض، كما أنني أجد متعة في أن يشتاق إلي جمهوري والسر، كل السر في ذلك. -- "الأمة العربية": إذا فما تفسير قدرتك على البهجة والسرور لدى جمهورك، وهل يمكن ذلك في طريقة تكلمك اللغة الفرنسية، أم في تقليدك للمصريين في كلامهم؟ - بسام: الإثنان معًا، ولكنني أعترف أنني ضعيف في اللغة الفرنسية، إلا أنني لست معقدًا منها، وأحاول حاليًا تطوير معلوماتي وتحسين مستواي، إلا أن العادي في بسام هو تكسير الفرنسية ونطقها بشكل غير صحيح، وهو ما يضحك المتفرج. -- "الأمة العربية": هل درست اللغة الفرنسية بالمدرسة؟ - بسام: نعم، لكنني أتغيب في هذه المادة كثيرًا وكانت نقاطي ضعيفة جدًا، وأنا أستعين حاليًا بأصدقاء لي وأساتذة، كما نصحني كبار الفنانين بالعمل في هذا الإتجاه، وأنا لا أقارن نفسي بالعمالقة في ميدان تقليد الأصوات في أوروبا مثلاً، لكنهم لا يعرفون اللغة العربية على سبيل المثال وذلك لا يمنعهم من الزيادة في هذا المجال. -- "الأمة العربية": لنخرج من ميدان تقليد الأصوات وننتقل إلى ميدان التمثيل، فما جديد عملك الفني في ميدان السنيما؟. - بسام: وضعت الخطوط العريضة "لوان مانشو" جديد هو بعنوان: "بسام في باريس" ويحكي قصة فنان يعتقد أن الفن في أوربا وفرنسا على وجه الخصوص قضية سهلة، إلا أنه يصطدم بالواقع، وأنا أصور كل ذلك من خلال "مونولوڤ" يروي القصة منذ أن يحصل هذا الفنان على الفيزا، مرورًا بإقلاع الطائرة ونزولها من الجهة الأخرى بمطار "أورلي" الفرنسية لتبدأ الأحداث مع هذا الفنان بمدينة "بارباز" الفرنسية. -- "الأمة العربية": هل هي قصة مستوحاة من الواقع؟ - بسام: ليس من الواقع، ولكن أروي من خلال "المونولوڤ" هذا ما يحدث لي فعلاً، فهي حقيقة أضفت إليها بعض الخانات. -- "الأمة العربية": لماذا اخترت الفنان كموضوع للمعالجة، لما لم يكن الأستاذ، الطبيب أو الحراڤ أو أي طبقة أخرى من المجتمع؟ - بسام: لأنني أنا فنان أولاً، وأحس ما يعيشه الفنان في الخارج. -- "الأمة العربية": فكرة جزائري في الخارج لأول مرة وحتى شخص بصفة عامة يصل إلى بلد لا يعرف لغة قومه، هي فكرة ولا يعرف عنه حقيقة واقعه شيئًا، ثم يصطدم بهذا الواقع، هي فكرة غير جديدة فقد تناولها الكثير من الفكاهيين الجزائريين وغيرهم وليس بعيدِا عن نهاية الشهر الفارط استضافت الحصة التلفزيونية الجزائرية "دزاير شو" الفكاهي "مصطفى حيمون" المعروف "بمصطفى غير هاك" وتحدث عن عمله الذي صوره ب "طايوان" وهي الفكرة ذاتها، فما الجديد إذا في عملك هذا ما دامت الفكرة مستهلكة؟ - بسام: أعتقد أنه بين "مصطفى غير هاك" و "بسام" يوجد فرق، ومصطفى زميل أقدره وأحترمه وله هو أيضًا جمهوره. أما الجديد في هذا العمل مقارنة بأعمالي السابقة، والفرق بينه وبين أعمال قمت بها كحصة "ابتسامة" أو حصة "واش رايكم" هو تقنيات الحلبة التي عملت على تحسينها مع مختصين. -- "الأمة العربية": هل كتبت سيناريو "المونولوڤ" بمفردك؟ - بسام: كتبت الفكرة ونصحني الفنان "عبد النور شلوش" الذي أعتبره عميد الشاشة في الجزائر، نصحني أن أسلم العمل "لسيناريست" مختص يكتب لي السيناريو بطريقة توافق الشخصية المطلوبة وتقنيات كتابة المونولوڤ. -- "الأمة العربية": كم مدة هذا المونولوڤ؟ العبرة منه، إذا كان ممكنًا مقطع ولو صغير لجريدة "الأمة العربية". - بسام: مدته تقريبًا ساعة واحدة وعشر دقائق، والعبرة منه أن الفنان إنسان ومهما كانت قدراته إلا أن ثقافته قد تكون ناقصة، ولكن بالإرادة الإنسان يتعلم ويحقق ما يريد، أما بشأن مقطع من هذا "الوان مانشو" فمثلاً دخلنا إلى أحد المطاعم الفرنسية وسألني أحد العاملين هناك باللغة الفرنسية: monsieur vous ete vegetarien واجبته أنا بكل غباء: non je suis Algerien -- "الأمة العربية": بأي الفنانين الجزائريين أنت متأثر؟ - بسام: لعبت دورًا صغيرًا مع الفنان "عبد النور شلوش" في مسلسل "ناس ملاح سيتي" كان ذلك رائعًا كبداية لي في السينما كما اعتبر "حكيم دكار" لاسيما في عمله "خباط كراعو" صانعًِا "لمدرسة خاصة في مجال المسرح. -- "الأمة العربية": هل لديك جديد إذا في ميدان الفيلم السينمائي؟ - بسام: أجل، فيلم سينمائي جديد يخرج قريبًات جدًا إلى الجمهور ذلك مع الفنان الكبير "عثمان عريوات" إلا أن إسم الفيلم لم يحدد بعد، فهناك إسمان ولا أدري إلى حد الان ما الاسم الذي سيرصى عليه الاختيار بين عنواني: "العرش لحمر" و"سنين الاشهار". 11) س "الأمة العربية": مارأيك في الفن في الجزائر؟ مستواه كمّاً وكيفاً؟ والامكانيات المتاحة للفنانين ج بسام: ببساطة لدينا فنانين ماشاء الله وأعتقد أن مستقبل الفن واعد في الجزائر، أما الإمكانيات فقد تحسنت مقارنة بما سبق حاورته للأمة العربية: إبن طاهري ما لم تقله الأمة العربية في حوارها مع مقلد الأصوات "بسام": يبدو أن الفكاهي ومقلد الأصوات "بسام" لايحتمل أن لايتعرف عليه المواطن البسيط عندما يمر في الشارع، فقد كان لقاء صحفية "الأمة العربية" بالفنان صدفة بإحدى طرقات مدينة بشار، حيث كان يمزح بصوت عال، ويقلد اللهجة المصرية مع جماعة من أصدقائه، وكل المارة ينظرون إليه، إلا أن صحفية "الأمة العربية" تعمدت تجاهله حتى أحس بأنها لم تتعرف إليه، إلا أنه صمم على التعريف بنفسه وجلب انتباهها من خلال توجيه الكلام إليها باللهجة المصرية، فقال: "متكلميني يافتحية"، وقد كان الحظ معه، عندما كان على وشك الغضب الممزوج بخيبة الأمل، حينما ضحكت الصحفية واكتشف تمثيلها وخطتها التي أفشلتها صدفة أن صحفية الأمة العربية اسمها "فتيحة".