شهدت الجزائر منذ مطلع ديسمبر الجاري تنظيم تظاهرات ثقافية مكثفة وطنية ودولية خصصت للسينما والمسرح والتراث والفنون التشكيلية.وعرفت العاصمة خصوصا، تنظيم الكثير من العروض المسرحية والأفلام والمعارض الفنية تصدرها المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية ومهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصصة للفيلم الملتزم والمهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري. وتميزت الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصصة للفيلم الملتزم التي عرفت عرض حوالي 20 عملا سينمائيا من 14 بلدا في الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر بتوافد اعداد كبيرة من المشاهدين مقارنة بالدروة الأولى. وجاءت المفاجأة من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية المنظم من 6 إلى 12 ديسمبر بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة، حيث عرفت هذه التظاهرة إقبالا كبيرا لمحبي الموسيقى الكلاسيكية من بين سكان العاصمة عكس الإهتمام المتزايد الذي بات يوليه الجزائريون لهذا الفن العالمي منذ الطبعة الأولى لهذا المهرجان قبل تسع سنين خلت. وعبر المعارض الثلاثة التي احتضنتها الدورة الثانية للمهرجان الوطني للزي التقليدي بقصر رياس البحر بالعاصمة من 7 إلى 12 ديسمبر حظى الزي التقليدي الجزائري الرجالي منه والنسوي باهتمام خاص من الزوار الذين اكتشفوا ثراء وجودة الزي الحضري لبعض المدن الجزائرية والشاهد على التراث اللباسي للمجتمع الجزائري. واحتضن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالجزائر العاصمة في 12 ديسمبر ملتقى دوليا حول موضوع "الفن والالتزام" عرف حضور مشاركين جزائريين وأجانب حاولوا مناقشة طبيعة الإلتزام في الفن. وفي باب الحديث عن الفن يعرض التشكيليان نورالدين حموش وعبد الرزاق حفيان منذ 6 ديسمبر إلى غاية 25 من نفس الشهر أعمالهما برواق عايدة بالعاصمة. ومن جهة أخرى، يعرف النشاط الثقافي في الولايات والمناطق الجهوية عدة تظاهرات ثقافية خصصت للمسرح والتراث الموسيقي والتصوير الفوتوغرافي. ففي باتنة يتنافس 16 عملا من مختلف المسارح الجهوية على الجائزة الكبرى للدورة 4 للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي افتتح في 10 ديسمبر ويستمر إلى غاية 18 من الشهرالجاري. وفي منطقة وادي ميزاب بغرداية، سينظم منذ 10 ديسمبر إلى غاية ال 15 من نفس الشهر المهرجان الثقافي للأغاني والموسيقى الميزابية الذي يندرج في إطار ترقية التراث اللامادي لمنطقة وادي ميزاب، خصوصا ما يتعلق بالأغنية والموسيقى والشعر. وغير بعيد عن المنطقة، يشارك بالأغواط أكثر من 80 مصورا محترفا وهاويا من 26 ولاية في الصالون الوطني الثاني للفوتوغرافيا الذي تجري فعالياته من 11 ديسمبر إلى غاية 14 من الشهر الجاري بمبادرة من جمعية التصوير والفنون للأطلس الصحراوي. ولم يغب تكريم الفنانين الجزائريين ضمن هذه التظاهرات، حيث برمجت تكريمات بالجزائر العاصمة لبعض الأسامي التي تركت بصماتها في الموسيقى والفنون التشكيلية الجزائرية أمثال بعض أعمدة الأغنية الشاوية، على غرار محمد أوعمر وعبد الحميد بوزاهر والتشكيلي الجزائري محمد بوزيد. وقد نظم المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة معرضا لمحمد بوزيد بمتحف الفن المعاصر بالجزائر العاصمة من 12 ديسمبر إلى 31 جانفي 2013 يكشف لأول مرة ختم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الذي قام بوضعه الفنان بالإضافة لتصميمين له خاصين بطابعين بريديين أصليين تمت استعارتهما من بريد الجزائر.