تحدّث السيد نور الدين لرجان، رئيس دائرة الملتقيات والندوات بالمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، بإسهاب عن برنامج المهرجان فيما يخصّ نشاط الدائرة التي يسيرها، حسبما جاء بموقع المهرجان. قال السيد لرجان، أنّ لدائرة الملتقيات والندوات والمهرجانات مهام عديدة، تتمثّل في تحضير قائمة من الندوات والملتقيات والمهرجانات تتماشى مع المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بكلّ ما يحمله من أبعاد مختلفة، وكذا إبراز انخراط الجزائر في القضايا الإفريقية، علاوة على اهتمام الدائرة بسير هذه النشاطات. وأكّد لرجان أنّ الملتقيات المبرمجة قد تمّ تنقيتها بعناية وترتبط بالدرجة الأولى بمعاناة وتاريخ القارة الإفريقية، وكذا علاقتها بالاستعمار عبر مختلف الحقب التاريخية وتطوّر القارة فيما بعد. وتوقّف عند المهرجانات المبرمجة في المهرجان الثقافي الإفريقي وعددها ثمانية، وقال أنّها في الأصل مهرجانات مرسّمة ومتنوّعة (الموسيقى، الأدب، السينما، المسرح، الفن التشكيلي وغيرها)، وتتميّز بكونها مهرجانات دولية وتحمل من التجربة الشيء الكثير من حيث التسطير والتنظيم واستقطاب الفنانين المحليين والدوليين.
الانفتاح على السمراء وفي هذا السياق، ذكر المتحدّث أنّ خصوصية المهرجانات المبرمجة في هذه التظاهرة، هو انفتاحها بقوّة على المشاركة الإفريقية، ومن بينها المهرجان الدولي لموسيقى الديوان، الذي ينطلق في السادس من الشهر المقبل ويستمر إلى 14 من نفس الشهر بمسرح الهواء الطلق برياض الفتح، بمشاركة 120 فنان وموسيقي إفريقي إلى جانب الفنانين الجزائريين والفرق الجزائرية، وهناك أيضا المهرجان الدولي للجاز الذي تنطلق فعالياته في 15 من جويلية القادم وتنتهي في آخر يوم للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، والمهرجان العربي الإفريقي للرقص الإفريقي بتيزي وزو والذي سيعرف مشاركة 600 إلى 700 فنان من الجزائر والدول الإفريقية والدول العربية. وهناك أيضا، حسب لرجان، المهرجان الدولي للرقص الشعبي من 12 إلى 18 جويلية بسيدي بلعباس، الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفن التشكيلي المعاصر (ضمن دائرة الفنون البصرية) من 5 جويلية إلى غاية 28 فيفري 2010، وهو معرض يضمّ روائع الفن، إلى جانب عروض تشكيلية في كلّ من متحف الفنون الحديثة "ماماك" وقصر المعارض، فيلا عبد اللطيف، وكذا المكتبة الوطنية الجزائرية. لرجان أكّد أنّ 85% من الملتقيات والندوات مسجّلة باسم الدوائر الأخرى، ومن ضمنها ملتقى حول السينما في إفريقيا وتمويل الكتاب والفنون. مستطردا أنّ دور الدائرة التي يشرف عليها، هي التنسيق وتوفير الإمكانيات للسريان العادي للفعاليات وبصورة منتظمة، ومن بين هذه النشاطات معرض الدزاين الإفريقي، ملتقى حول "الإصلاح الفني الإفريقي" و"المتاجرة غير المشروعة بالممتلكات الثقافية". بالمقابل، أكّد أنّه تمّ الانتهاء من إجراءات التأمين على الملتقيات. أمّا التحضيرات الخاصة بالإيواء والنقل، فأشار المتحدّث إلى وجود لجنة مختصة في هذا الجانب أخذت بعين الاعتبار هذه المتطلّبات، التي تقدّمها مختلف الدوائر وبالتنسيق معها وضبط قائمة الاحتياجات، بالنظر إلى حجم عدد المشاركين سواء الضيوف الأفارقة أو الفرق الفنية الجزائرية. مؤكّدا توفّر كلّ الإمكانيات المادية والبشرية لدى القائمين على المهرجان وعلى مستوى ظروف الإقامة. و في هذا السياق ، اكّد لرجان انه تمّ تجنيد كلّ الفنادق بالعاصمة، كما سيتم افتتاح إقامة جامعية جديدة بالمناسبة بأولاد فايت لإيواء الفرق، إلى جانب قرية الفنانين بزرالدة وهي مجهّزة بأحدث الوسائل لرفاهية وراحة المشاركين.
المهرجان سفير السياحة الجزائرية على هامش مشاركة الفرق في مختلف المواعيد الثقافية والفنية، تمّ - حسب لرجان - تسطير برنامج سياحي ثري لفائدة المشاركين الأفارقة في المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر، إذ أنّ الهدف من الجولات السياحية نحو المعالم التاريخية والمواقع الأثرية ومختلف المتاحف، إضافة إلى الجانب الترفيهي، هو إبراز ثراء التراث الأثري في زواياه وانتمائه العربي الإسلامي الإفريقي والمتوسطي. واعتبر لرجان أنّ اكتشاف زوّار الجزائر لشساعة وتنوّع الجزائر القارة، سيروّج للسياحة الثقافية للبلد، علاوة على قدوم وفود إعلامية إفريقية وعالمية المشاركة لتغطية يوميات المهرجان، حيث يصل عدد الإعلاميين إلى أكثر من 200 صحفي، وستحمل كاميراتهم ومقالاتهم الكثير عن جمال الجزائر وسحر سواحلها الممتدة على 1200 كلم.
الجزائر إفريقية وقبلة للأحرار بالمقابل، أكّد لرجان أنّ الجزائر ليست بحاجة إلى إبراز بعدها الإفريقي وانتمائها إلى القارة، لأنّها كانت قبلة للأحرار وحاضنة كلّ الحركات التحرّرية في العالم، واستلهمت ثورة الجزائر باقي نماذج التحرير في إفريقيا وآخرها سقوط نظام الأبرتايد لجنوب إفريقيا. مستطردا أنّ الجيل الجديد من الأفارقة لا يعرف جيدا دور الجزائر في تحرير إفريقيا، وبالتالي سيكون المهرجان الإفريقي مناسبة للتلاحم والتقاء كلّ الأفارقة، الذين سيكتشفون بعد 40 عاما ما حقّقته الجزائر من قفزات في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وتحدّث لرجان عن التحدي الذي يكمن أيضا في قدرة الجزائر على إنجاح المهرجان، وتسيير 12 ألف فنان ومثقف ضيف على مدار 15 يوما من اللقاءات الثقافية، بهدف تقديم صورة إفريقيا الجديدة الواثبة، وليس إفريقيا الحروب والأمراض والنزاعات. أما عن الجانب التقني في تسيير المهرجان الثقافي الإفريقي، فأشار لرجان إلى أنّ الجزائر رائدة إفريقيا في مجال الإدارة التقنية وفي مجال الصوت والإضاءة والتقنيات السمعية البصرية، وتجسّد ذلك خاصة خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 "، التي سمحت باستحداث العديد من الفضاءات والمرافق الحديثة واقتناء وسائل تقنية جدّ متطوّرة في هذا المجال، منها تجهيزات الديوان الوطني لرياض الفتح وفضاءات أخرى ثقافية تمّ تجديدها وفق المعايير الدولية.. موضحا قائلا أنّه لدينا ما يكفي من الخبراء التقنيين والمهندسين الجزائريين لتغطية كلّ المواقع والتظاهرات بمستوى رفيع.