منازل الجزائريين من الخارج ...ديكور بالهوائيات المقعرة وغسيل الملابس يسعى غالبية الجزائريين للظفر بمسكن واسع ينقل أفراد العائلة من حالة ما إلى وضع يتسع للجميع ويكون أحيانا ذلك السعي على حساب أمور كثيرة لا تراعى خلالها فنون الهندسة العمرانية والجمال الخارجي لوجه المنزل الذي يراه الناس يوميا. يتداول عموم الناس احد الأمثال الشعبية الشهيرة "يالمشبح من بارة واش أحوالك من داخل" يحاول من خلاله قائله تعرية واقع ما سيء يتوارى خلف صورة جميلة غير انه إن انطبق على احدهم فلن ينطبق على حالة غالبية البناءات والمساكن الجزائرية في الأحياء العتيقة و بتلك المناطق النائية وفي قلب المدينة . هي مشاهد ألفها الناس وصارت شائعة حتى أصبحنا نستغرب رؤية المنزل المكتمل من الخارج .قد يكون سبب شيوع مثل هذا المظهر ناتج عن عقلية تجارية تسعى لتحقيق الربح مع إغفال جوانب لا تقل أهمية في دول أخرى بالجوار وعلى سبيل المثال لا الحصر يسود ذلك الوضع في سوق "دبي" بالعلمة شرق سطيف الذي يعتبر من أكثر الأسواق الوطنية استقطابا للعملاء والزبائن ولكن تغيب عن اغلب الفيلات والمحلات الطلاء والتزيين مقارنة بالسلع التي تحتويها محلات البيع بالجملة وينطبق نفس الكلام على سوق الحميز شرق العاصمة وهذه الرؤية يعتبرها البعض قاصرة إذا حصرت في الجانب الاقتصادي فقط وتعد كنظرة سائدة بين أفراد المجتمع انطلاقا من كون معظم المنازل التي تسكنها مختلف الشرائح تواجه نفس المصير فبعد إتمام أسقف وجدران البيت وطلائها من الداخل كما ينبغي ولايقتصر على ذلك حين يبحثون عن الصيحات الأخيرة في عالم تزيين البيوت فيما يسمى مثلا ب"الفوبلافو" وأصناف الطلاء وغيرها وبعدها هل يحضى المظهر الخارجي للمنزل بنفس المقدار من الاهتمام لدى عموم الجزائريين. فالملاحظة تبين العكس فمن اغرب التفاسير في شيوع مثل هذه المظاهر كما نقلها احدهم حين قال انه يعرف أشخاصا يملكون أموالا طائلة و كلفتهم عملية بناء فللهم ومنازلهم ملايين الدينارات جهزت بأحدث الموضة في فنون العمران فيأبون إكمال" مزيتهم" بتخصيص ميزانية قليلة لتزيينه من الخارج وذلك خوفا من العين والحسد حسب قوله إذن المشكلة أحيانا يتحكم في شيوعها تخلف في التفكير العام عند بعض الأشخاص ممن يرون في الجمال الذي أوصت به الشرائع السماوية واسم من أسماء الله"الجميل" خطءا معرضون لدفع ثمنه. وفي هذا انقلب المثل الشائع ليقول "يالمشبح من داخل واش حوالك من بارة". وأمام السعي الحكومي لفرض قوانين صارمة تلزم أصحاب البناءات الذاتية على إتمام جميع جوانب المنزل داخليا وخارجيا ليسمح بعدها له بالسكن فهل ستنجح تلك الإجراءات في طمر عادات بالية سائدة بين فئات مجتمعية وإذا كانت الإجابة بالإيجاب كيف ستفعل مع المشهد اليومي المنفر والمشوه للعاصمة حتى لانقول لمدن أخرى مجهرية في الجزائر باعتبار واجهة أي عاصمة في العالم تمثل احد مؤشرات التحضر.وذلك المشهد المكرر هو تفشي مظاهر نشر غسيل الملابس والهوائيات المقعرة على الأسطح وشرفات العمارات. وعليه متى تصنف مدننا في قائمة "أحسن وأسوء المدن للعيش" والتي تفرد بالدراسات وآخرها ماجاء في مجلة "ذا ايكونومست "البريطانية فمن بين 140 مدينة شملها التقرير حلت الجزائر في المركز 136 عالميا أي قبل هراري التي اختتم بها التصنيف . محمدالامين لونيسي