عائلة تتقاسم مرآب مع الجرذان منذ 4 سنوات بباتنة وقد لاحظنا فور دخولنا المكان أن المرآب تشترك فيه كل المرافق في آن واحد فهو يشكل غرفة للنوم وللجلوس وللطبخ وحتى دورة المياه فهي موجودة بإحدى زوايا الغرفة والتي تتسبب الروائح الكريهة، نظرا لانعدام التهوية وهو ما يجعل هذه العائلة معرضة لخطر انتقال الجراثيم والأوبئة إليها في أي وقت كما تشكل خطرا كبيرا جراء الجرذان التي تخرج منها من حين لآخر، هذه الأخيرة التي فضلت أن تقاسم البشر رغيفها ويومياتها. وحسب ما استقيناه في حديثنا مع العائلة المتكونة من ثلاثة أفراد فإنها تعاني ضغوطا نفسية كبيرة، فالبنت (إيمان) ذات 16 ربيعا فرضت عليها الظروف المعيشية القاسية الرسوب مرتين في دراستها رغم أنها ذكية جدا وتستطيع الذهاب بعيدا في دراستها لو توفرت لها الظروف المناسبة. أما الزوجة فقد أصبحت تعاني من إنهيار عصبي حاد جراء الوضعية المعيشية المزرية، وللإشارة فإن رب العائلة كان قد أودع لدى المصالح المعنية ملفا يتضمن طلب سكن اجتماعي منذ عدة سنوات، لكن لحد الآن لم يطرأ شيء يغير أحوال هذه العائلة إلى الأحسن، ويقول رب العائلة وهو يتحسر أنه قد دق جميع الأبواب لكن لا حياة لمن تنادي، أين يناشد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عن طريق جريدة "الأمة العربية" في التدخل لإخراج العائلة من الوضعية المزرية ووضع حد لسنوات من المعاناة دفع ثمنه أفراد هذه العائلة بضياع صحتهم ومستقبل إبنتهم الوحيدة.