فقد اقترح "آلن جونسون" وزير الداخلية البريطانية إدخال تعديلات جديدة على الشروط المفروضة على المهاجرين العاملين في بلده، والتي من شأنها أن تصعّب حصولهم على جوازات سفر بريطانية. فبموجب المقترحات الجديدة، سيكون على المهاجرين المقيمين في بريطانيا جمع النقاط التي تخول لهم الحصول على الجنسية، وهي مرتبطة بحسن السلوك، حيث قال الوزير "آلن جونسن" إن "السلوك السيئ لطالبي الجنسية سيتسبب بمعاقبتهم". وستنهي التدابير الجديدة المفروضة على منح الجنسية، حالات الهجرة المؤقتة، وذلك ما أكده "فيل وولاس" أحد كبار مسؤولي وزارة الداخلية البريطانية حين قال إن هذه الإجراءات سوف "تنهي الرابط بين الهجرة المؤقتة إلى بريطانيا والإقامة الدائمة في البلاد، وإن العاملين في بريطانيا لمدة 5 أعوام كان لهم الحق بالتقدم تلقائيا بطلب الحصول على جنسية بريطانية، وغالبا ما تمنح لهم". وتضاف الشروط الجديدة التي انتقدها حزب المحافظين المعارض، إلى تلك التي يتضمنها القانون الجديد للمواطنة والهجرة الصادر في جويلية الماضي، والذي يوجب المهاجرين إلى بريطانيا قضاء 5 أعوام كمواطنين مؤقتين، قبل أن يكون لهم الحق في أن يصبحوا مواطنين فعليين، أي من جنسية بريطانية. وحسب المقترحات الجديدة، يمكن للمواطنين المؤقتين أن يجمعوا نقاطا تسمح لهم بأن يصبحوا مواطنين دائمين في فترة تمتد بين عام وخمسة أعوام. وستحدد لاحقا السلطات البريطانية كيفية الحصول على هذه النقاط، من خلال دفع الضرائب أو العمل الطوعي أو تعلم اللغة الإنجليزية. وتعتمد بريطانيا نظام النقاط لمنح الجنسية لبعض المهاجرين من الطلاب وأصحاب المهارات القادمين من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي، والذين تضعهم في خانة ما يصنفه قانون الهجرة ب "أصحاب المهارات العالية". وباتخاذ بريطانيا لهذه الإجراءات الجديدة، الهادفة بالدرجة الأولى إلى قطع الطريق على الراغبين في الهجرة إليها، وعلى رأسهم الجزائريين، حيث يكون هذا البلد الأوربي من بين البلدان التي تستهويهم، يعتقد أن المتواجدين بها سيحسبون ألف حساب لتحسين سلوكاتهم غير المرغوب فيها، كون عامل السيرة الحسنة مدرج في التنقيط، وسيضطر الجزائريون المقيمون بطريقة غير قانونية في هذا البلد إلى بذل الكثير من الجهود للعمل وتعلم اللغة الإنجليزية، وفرض أنفسهم لأجل جمع النقاط الكافية للتسوية النهائية لملفاتهم بالحصول على الجنسية البريطانية لما في ذلك من امتيازات ستحسن كثيرا في وضعيتهم المعيشية التي كانت بالنسبة للأغلبية منهم سبب مغادرتهم الجزائر.