يشتكي مواطنو بلدية الأربعاء من التجاوزات الخطيرة على مستوى العيادة المتعددة الاختصاصات بالبلدية، أين يعاني المرضى انعدام الوسائل والمواد الطبية وإن وجدت يحرم منها هؤلاء لأسباب خفية، الغريب في الأمر أن المقبل على العيادة يظن نفسه مقبلا على أحد البنوك أو المؤسسات الكبرى نتيجة الإصلاحات التي مست العيادة في إطار قرار إصلاح المستشفيات أين قامت السلطات بإعادة تهيئة المكان بشكل غيّر الواجهة القديمة له بداية بالأرضية، الجدران وغيرها بعد أن كان المكان أشبه بالإسطبل من كل النواحي و أهمّها الخدمات، كما أن العيادة استفادت من عيادة متنقلة في سبيل السهر على راحة المرضى في الأماكن البعيدة إلاّ أن كل هذه التغييرات نحو الأحسن لم تمس الضمائر العاملة هناك، حيث مازال المرضى يعانون إهمال الطاقم الطبي في مختلف الأقسام و خصوصا قسم الاستعجالات. وأكد المواطنون ل"الأمة العربية" خلال استطلاع قامت به، فإن الطاقم الطبي المشرف على قسم الاستعجالات خاصة في فترة الليل يتكون من طبيب واحد غالبا ما يكون من الأطباء المتخرجين حديثا ومساعد له، مما يصعّب عملية التكفل بالمرضى ويزيد من معاناة المرضى الذين يقفون في طوابير لساعات منتظرين أن يحين دورهم، بينما هناك من يحظى بالأولوية للدخول حيث أكد البعض أن هؤلاء ممن تربطهم علاقات مع أحد الموظفين يدخلون من باب آخر من أجل تجنب احتجاجات المرضى. و المثير للإشمئزاز أن المريض حتى وهو ينزف أو يبكي من شدة الألم لا يحظى باهتمام الطبيب الذي عوض أن يسارع لتخفيف ألمه ومداواته يكتفي بالاستهزاء به كما حدث مع أحد المرضى وهي عجوز في الثمانين من العمر بكت من شدة الألم وهي تناشد الطبيب كي يجري لها عملية تشفيها، طبعا هذه العجوز الطاعنة في السن لم تكن تعلم أنها ليست في مستشفى، والعيادة لا تقوم بإجراء عمليات جراحية، وعوض أن يسارع الطاقم الطبي لتخفيف ألمها بإعطائها مسكنا أو ما شابه، اكتفت الطبيبة بالقهقهة رفقة الممرض وأحد أعوان الأمن الذي مازلنا نتساءل عن سبب دخوله غرفة الفحص الطبي، حالة أخرى لفتاة تعرضت لعضة كلب جعلتها تنزف بقوة مما جعل المرضى يتخلون عن دورهم ويسمحون لها بالدخول سريعا للقاء الطبيبة التي أنهالت عليها بوابل من الأسئلة دون أن تتحرك من على كرسي مكتبها لتعاين الجروح، حيث اكتفت بالنظر من بعيد بينما كانت الفتاة تبكي من شدة الألم، وفي الأخير سألت مساعدها عما يجب أن تفعله هذا الأخيرة، تكرم وطلب من المريضة الذهاب إلى البيت ووضع الصابون مع قليل من ماء جافيل على الجروح بحجة أن من يقوم بإعطاء الحقن المضادة للكلب ليس موجودا دون أن يكلف نفسه بتعقيمها بالأدوية المناسبة، والحالات المشابهة لهذه لا تعد ولا تحصى. وقد أرجع سكان مدينة الأربعاء السبب إلى غياب الرقابة من وزارة الصحة والسلطات المحلية مطالبين الوزارة بالقيام بحملات تفتيشية منتظمة للمستشفيات من أجل ضمان السير الحسن والسهر على راحة المرضى.