" لم يحدث في عالم كرة القدم أن برمجت مباراة في كرة القدم على الساعة منتصف الليل، وانتهت على الساعة الثالثة صباحا من اليوم الموالي، لكن في سطيف وبالضبط في ملعب الثامن ماي حدث وأن قرر محافظ اللقاء علي بن ناصر إجراء المواجهة على الساعة منتصف الليل، لتكون الخرجة الثانية لهذا المحافظ حيث كانت الأولى مع لقطة " يد مارادونا " في المكسيك، والثانية أمام وفاق سطيف وسانتوس ، " وهو القرار الذي اتخذه محافظ اللقاء التونسي الذي رفض الإدلاء بأي تصريح للصحافة سواء قبل المباراة أو بعدها، وكان لهذا القرار رد فعلي قوي من المدرب بلحوت الذي رفض اللعب، وطالب بتطبيق القانون المعمول به عالميا في مثل هذه الوضعيات، لكن رفضه واحتجاجه لم يجد من يسمعه، ولعبت المباراة التي فاز بها الوفاق بسداسية في ليلة رمضانية .. وهي المباراة التي لم تشهد صمود الفريق الزائر لأكثر من 30د متحملا ضغط الوفاق طيلة هذه الفترة التي لعب فيها الحارس "تشيراكس " دورا كبيرا في إنقاذ مرماه من أهداف محققة خلال النصف ساعة الأول ونجح في تنظيم دفاعه الذي تحمل الضغط المفروض عليه من طرف الهجوم السطايفي ، لينهار في د 33 لما عرقل اللاعب سوقار في منطقة العمليات ليعلن الحكم عن ضربة جزاء تولى تنفيذها العائد من الإصابة بوعزة، معلنا الهداف الأول الذي فتح شهية رفاق العيفاوي ( أحسن لاعب في المباراة ) لينتفضوا هذه المرة ويضربون بقوة، لينتهي الشوط الأول بتفوق الوفاق ب 1/0 ، لتشهد المرحلة الثانية مهرجانا من الأهداف بدءا من الدقيقة 44 حيث تمكن مترف من إضافة الهدف الثاني بعد توزيعة محكمة من بوعزة، في الوقت الذي اكتفى فيه الزوار بالدفاع ، لكنهم انهاروا فعلا بعد الهدف الثاني تاركين المبادرة للسطايفية ليصولوا ويجولوا، حيث وفي الدقيقة 65 وبعد هجوم جماعي منسق تنتهي الكرة عند سوقار الذي لم يترك أي فرصة للحارس العملاق، وبقذفة صاروخية يضيف الهدف الثالث، قبل أن يتمكن هداف هذه المنافسة اللاعب زياية من تسجيل هدفين من أهدافه الجميلة في د 67 ، 71 ، وفي الوقت بدل الضائع اختتم بن شريف مهرجان الأهداف بتسجيله للهدف السادس في د 90+3 ، ليعلن الحكم النيجيري عن انتهاء اللقاء التاريخي الذي لعب بعد منتصف الليل ، وهي سابقة لم تعرفها ملاعب كرة القدم العالمية . هزيمة ثقيلة منينا بها في سطيف رغم التبريرات التي قدمناها لمحافظ المباراة وكنا ننتظر تأجيل اللقاء ب 24 ساعة، لتمكين اللاعبين من الاسترجاع، لكنه رفض، حيث توجهنا مباشرة من المطار إلى الملعب، ولعبنا اللقاء بدون إجراء التسخين اللازم ، وتمكنا من الصمود نصف ساعة لننهار، وماذا ننتظر من اللاعبين الذين ومنذ السادسة صباحا وهم بين المطارات ؟.. التصريحات : بلحوت : " رغم فوزنا ب 6/0 إلا أنها تبقى من المهازل الإفريقية " كنت أود لو أن محافظ المباراة السيد علي بن ناصر بقي بملعب الثامن ماي، ولم يتنقل إلى مطار الثامن ماي لاستقبال الفريق المنافس ، وطبق القانون العالمي في مثل هذه الوضعيات ، الانتظار لمدة 15د ، ثم القيام بالإجراءات القانونية، لكن محافظ اللقاء قرر إجراء المواجهة بالاتفاق مع مسيري الفريقين، وكان الوضع قد يكون عكس النتيجة المسجلة .. كما أنه من غير المعقول أن تنطلق المباراة على الساعة 12 ( منتصف الليل ) وتنتهي على الساعة الثالثة صباحا من اليوم الموالي وهذه الأمور لا تحدث إلا في إفريقيا " سينيما ". فيما يتعلق بمجريات اللقاء كنت متخوفا من رد فعل سلبي من اللاعبين الذين قاموا بعملية التسخين مرتين، وخروجهم من المواجهة بعد أن علموا بأن الفريق الأنغولي لم يحضر، لكن بعد أن تأكدنا وأجبرنا على اللعب طلبنا منهم تسيير اللقاء بحذر كبير وهو ما وقع ، ودخل اللاعبون في المباراة وأدوا مردودا طيبا وتمكنوا من الوصول إلى الشباك 6 مرات ، وهذا بفضل الأداء المطلوب من طرف اللاعبين الذين كانوا يريدون فوزا معنويا بعد هزيمة العلمة لإحداث " الديكليك " الذي كانوا يبحثون عنه .